تكريس معالجة إعلامية مهنية للقضية الوطنية وإحداث قناة وثائقية موجهة للخارج حولها سيعززان موقف المملكة لدى الرأي العام الدولي (خبير في التواصل)
قال أستاذ التواصل السياسي بالمعهد العالي للإعلام والاتصال، محمد عبد الوهاب العلالي، إن العمل على تكريس التناول المهني للقضية الوطنية وإحداث قناة وثائقية موجهة للخارج حولها سيساهمان في تعزيز موقف المملكة لدى الرأي العام الدولي، ومد الرأي العام الوطني بمعلومات أوفى حول قضيته الأولى.
وأضاف العلالي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في الأيام الإعلامية التي نظمت بمدينة أسا من 26 إلى 28 أبريل الجاري، أنه رغم وجود استراتيجية حكومية تهدف إلى تقوية إشعاع المغرب بالخارج تضع ضمن مجالات اهتمامها تقوية آليات الرصد الإخباري والتفاعل مع الصحافة الأجنبية وصون الذاكرة الوطنية والدفاع عن قضية الصحراء المغربية فينبغي استثمار عناصر أخرى جديدة لتعزيز نجاعة المعالجة الإعلامية للقضية الوطنية.
وواصل بأن وضع تصور متكامل للجهوية الإعلامية يقع في صلب هذه العناصر، باعتباره إطارا لضمان التعدد والتنوع والتشارك، جنبا إلى جنب مع وضع بنية لمرصد إعلامي ثقافي حول القضية الوطنية يتضمن كل ما ينشر ويذاع ويبث حولها يسمح بتنمية معالجات إعلامية مهنية وتوفير المعلومات للباحثين المغاربة والأجانب وللصحافيين ومختلف الفاعلين.
ودعا العلالي إلى إحداث بنية للأرشيف والتوثيق المكتوب والسمعي البصري الصحراوي بتعاون مع مؤسسة “أرشيف المغرب” ، والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، وإحداث قناة وثائقية فضائية مغربية موجهة، خصوصا، إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية تبث باللغات العربية والفرنسية والانجليزية والاسبانية محورها المركزي القضية الوطنية.
وأكد أن إحداث قناة من هذا النوع سيمثل عملا إستراتيجيا مواكبا للاستراتيجيات الكبرى للمغرب في إفريقيا تماشيا مع سياسته الخاصة بدول القارة، و دعامة للتوجهات الخاصة بتعزيز الصلات بدول أمريكا اللاتينية.
وأبرز، في السياق ذاته، أن مشروعا مماثلا يمكن أن يشكل عملا نوعيا في الوصول إلى شرائح من الرأي العام الدولي لا تصل إليها الوسائل التقليدية وليس لديها نفس التأثير فيها.
وجوابا عن سؤال حول مشروع الترافع الرقمي حول القضية الوطنية الذي أطلقته وزارة الاتصال بشراكة مع الهيأة الوطنية للشباب والديمقراطية، اعتبر العلالي أنه يعد خطوة إيجابية لجعل الشباب المغربي ينخرط على نحو أقوى في الدفاع عن القضية الوطنية.
وأكد أنه يجب القيام بالموازاة مع هذا المشروع بنشر ثقافة إعلامية جديدة تسمح للشباب بتلقي المعارف التقنية التي تساعده على تملك زمام وسائط التواصل الاجتماعي حتى يتسنى له القيام بواجبه في هذا المجال.
وأضاف، بهذا الصدد، أن الإعلام الاجتماعي يؤهل المجتمع المدني والشباب للقيام بأدوار طلائعية في خدمة القضية الوطنية، خاصة نشر الحقائق والمعلومات الموضوعية حول الصحراء المغربية وتقاسمها مع مختلف المستعملين.
وشدد، في هذا المضمار، على سن برامج للتربية الإعلامية تمكن الشباب من استبطان الأبعاد القيمية المرتبطة بأخلاقيات الممارسة الإعلامية وتعزيز معارفه السياسية وتفادي الوقوع في خطابات الكراهية والعنف والصور النمطية ، على نحو يجعل الإعلام الاجتماعي يقوم بأدواره الناجعة في دعم القضية الوطنية.