بني ملال .. افتتاح ندوة علمية دولية في موضوع “سؤال المصطلح البلاغي”
افتتحت، اليوم الثلاثاء برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال، فعاليات الندوة العلمية الدولية التي ينظمها مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب التابع للكلية بتعاون مع مجلة البلاغة وتحليل الخطاب في موضوع “سؤال المصطلح البلاغ”.
وتهدف هذه الندوة ، المنظمة على مدى يومين بحضور أكاديميين وأساتذة باحثين من المغرب والجزائر وتونس ومصر والسودان والسعودية وتركيا وقطر، إلى مدارسة واقع المصطلح البلاغي العربي في تفاعله مع البلاغة الغربية، وطرق توطيد التواصل بين أصحابها بما يطور البلاغة العربية ويجدد دماءها.
وقال مدير مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب مولاي إدريس ميموني ، في كلمة بالمناسبة، إن تنظيم الندوة العلمية الدولية، التي تندرج في إطار تعزيز البحث العلمي وتقوية مكانة الجامعة في محيطها، يأتي في إطار إنجاز جزء من مشروع مختبر اللغة العربية وتحليل الخطاب، الذي يتوزع بين ما هو تكويني تربوي وتوجيهي تعليمي وما هو بحثي علمي.
وأوضح ميموني، وهو منسق الندوة العلمية، أن اختيار موضوع الندوة العلمية، الذي جاء استجابة لاهتمام الأساتذة والباحثين في مجال الدراسة البلاغية بالمصطلح وعلاقته بالخطاب فهما وإنشاء وعلاقتهما بتنمية الفرد والمجتمع، يدخل في إطار فتح الباب من جديد للتواصل في دائرة الرأي والرأي البديل لما للبلاغة من أهمية في تواصل الأفراد داخل المجتمع ، وتواصل الشعوب داخل العالم الذي يجمعهم ، وكذا لما للمصطلح من فوائد كثيرة في تحصيل العلوم المدونة والفنون المروجة .
وأضاف أن الحديث عن دراسة المصطلح وعلاقته بعلم البلاغة لا يمكن الشروع فيه دون وضع إطار عام لهذه الدراسة يحدد هدفها وموضوعها والغاية المرجوة منها لما للمصطلحات ومفاهيمها من دور في بناء المعرفة العلمية بصفة عامة وبناء العلوم بصفة خاصة، مما يقتضي التدقيق في نقل المصطلحات وترجمتها واستعمالها إلى أن يستوفي المصطلح جملة من الشروط النظرية والمنهجية والتجريبية التي تجعله قابلا للتداول.
من جانبه، قال عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ببني ملال السيد يحيى الخالقي ، إن سؤال المصطلح البلاغي يشكل موضوعا جديرا بالإهتمام والمدارسة بين الباحثين والأكاديميين ، لما يعاني منه المصطلح عموما ، والمصطلح البلاغي خاصة من غموض وفوضى يضران بإرادة تطويرها ، مضيفا أن المقصود بالبلاغة هو إيصال المعنى إلى القلب في أحسن صورة من اللفظ باعتبار أن البلاغة هي فن الأسلوب الجميل والمؤثر في نفس القارئ.
وأكد، من جهة أخرى، أن الكلية عملت ، من أجل النهوض باللغة العربية ببلاغتها ونحوها وخطاباتها، على فتح مسلك الماستر في ” الدرس اللغوي وتحليل الخطاب الشرعي” لفائدة طلبة شعبة اللغة العربية وآدابها، وذلك من أجل تعميق معارفهم اللغوية والعلمية ، وتأهيلهم لخوض غمار الدراسات العليا في أفق فتح مسالك أخرى في نفس التخصص.
وسيناقش المشاركون ، في الجلسة العلمية الأولى مواضيع تهم “البلاغة، النسق المصطلحي وخريطة النصوص”، و”المقابلات المصطلحية بين الخلفية الفلسفية والتوظيف البلاغي”، و”تطور المصطلحات البلاغية من القديم إلى الحديث، دراسة تاريخية تحليلية”، و”بلاغة التورية وتحاقل المصطلح”.
أما الجلسة العلمية الثانية فستعرف مقاربة مواضيع “أسئلة المنهج في دراسة المصطلح التراثي العربي- قضايا ومناهج”، و”أسرار النظم في القرآن الكريم، انتظام للكائنات في الوجود”، و”المصطلح البلاغي بين ابن الأثير والبلاغيين”، و”المصطلح النقدي والبلاغي عند الشريف الرضي- دراسة في النمط والمنوال”.
وتدور الجلسة العلمية الثالثة حول مداخلات تهم “أزمة المصطلح البلاغي العربي، مظاهر وأسباب ومقترحات”، و”المصطلح البلاغي عند الإشاريين، نماذج مبنينة دالة”، و”البلاغة المطلقة لحازم القرطاجني وتأسيس البيان على البرهان”، و “التجنيس بين المرجعية الدينية والتأسيس البلاغي”، و “المصطلح البلاغي في كتاب سيبويه وامتداداته التداولية”.
وتتضمن مداخلات الجلسة العلمية الرابعة مواضيع “مصطلح البيان العربي، السبيل إلى تحرير البلاغة العربية”، و”الإيجاز والإطناب والمساواة، مقاربة تداولية”، و “البلاغة والاجتهاد المصطلحي بين الوضع والإحياء، دراسة النماذج”، و “مصطلح البيان عند الجاحظ ، مسار ومآل”، فيما تهم مواضيع الجلسة الخامسة “المصطلح الحجاجي بين الحد والتوليد، بحث حفري في تحولات المؤسسة الخطابية”، و”المصطلح البديعي عند الإمام البيضاوي”، و”التصور الأرسطي للقول الخطابي، الضبط المفهومي والتدقيق المصطلحي” و”أي مصطلح للنص القرآني ، دراسة في مصطلحي النظم والتناسل”.
وتشهد الجلسة العلمية العلمية السادسة، تقديم ورقة حول “اشتغال المصطلح في نسق المشروع البلاغي عند عبد القاهر الجرجاني”، ومداخلة حول “المنظومة المصطلحية للبلاغة العامة”.