البيرو .. ندوة حول الدستور المغربي بجامعة سان ماركوس بليما
احتضنت جامعة سان ماركوس، أمس الخميس، بالعاصمة البيروفية ليما، ندوة حول الدستور المغربي، في إطار الاحتفال بذكرى عيد العرش المجيد والعيد الوطني للبيرو (28-29 يوليوز)، وذلك بحضور ثلة من الأكاديميين والديبلوماسيين والطلبة وممثلي وسائل الاعلام المحلية.
وخصصت هذه الندوة، التي حضرتها سفيرة المغرب بالبيرو السيدة أمامة عواد، لتقديم كتاب “الدستور الجديد للمملكة المغربية .. مساهمة في القانون الدستوري المقارن” للأستاذ أوسوريو سانتياغو أراسكوي والنسخة العربية لدستور البيرو، والتي قام بترجمتها الأستاذ محمد الطاهر الأحرش.
ويبرز المؤلف الأول، الصادر باللغة الإسبانية، أهمية دستور سنة 2011، باعتباره ميثاقا ينهل من الحداثة والديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، بينما يقدم المؤلف الثاني الصادر عن “الصندوق التحريري للبرلمان” ترجمة كاملة لدستور البيرو إلى اللغة العربية.
وقد تم، في شهر أبريل الماضي، تقديم المؤلفين، لأول مرة، بمقر البرلمان البيروفي بليما، وذلك بحضور ثلة من السياسيين والأكاديميين والديبلوماسيين.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت السيدة أمامة عواد “الرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي، حرصا من جلالته على تجنيب المغرب الأوضاع الخطيرة التي عاشتها بعض البلدان في المنطقة، أنصت بحكمة إلى صوت شعبه، ومنح المملكة دستورا عصريا يعزز دولة القانون والحريات الفردية والعامة ومبدأ الفصل بين السلط”.
وأضافت أن الدستور المغربي الجديد، الذي جاء ثمرة نقاش واسع ومسلسل تشاركي، استجاب لتطلعات ومطالب الشعب، الذي صادق عليه بالأغلبية.
واعتبرت الديبلوماسية المغربية أن الانخراط الواسع للمغاربة في المشروع الملكي يعكس وجود تلاحم بين ملك حداثي وشعبه الذي أبان عن نضج سياسي كبير، مشيدة بالعمل المتميز الذي قام به الباحث والأكاديمي أوسوريو في ما يتعلق بدراسة وتحليل دستور المملكة المغربية.
من جانبه، قال سانتياغو أوسوريو إن مؤلفه حول الدستور المغربي سيمكن القارئ البيروفي من التعرف على الجوانب السياسية والاجتماعية لواحدة من أكثر الدساتير حداثة وابتكارا في العالم العربي.
وأضاف أن “الدستور الجديد للمغرب، الذي يعد الأكثر تقدما في العالم العربي، يمثل مساهمة هامة بالنسبة للقانون الدستوري المقارن، ليس فقط بالنسبة للعالم العربي، ولكن أيضا لجميع البلدان التي هي في مرحلة بناء مؤسساتها المدنية”.
وفي تقدير أسوريو، الأستاذ بجامعة سان ماركوس بليما، فإن “المملكة عرفت كيف تعزز المبادرات الاجتماعية الديمقراطية والسلمية على عكس بعض الدول في المنطقة التي انغمست في التعاطي المفرط للعنف والاحتجاجات الشعبية”.
وأبرز مختلف المتدخلين، في هذه الندوة المنظمة من قبل سفارة المغرب في البيرو وكلية الحقوق بجامعة سان ماركوس، حداثة الدستور المغربي، مشيرين إلى أن المملكة تعتبر نموذجا يحتذى به ليس فقط في العالم العربي، ولكن بباقي بلدان العالم.
ويمثل الدستور المغربي، برأيهم، نموذجا لميثاق عصري يكرس الفصل بين السلط، ويعزز حقوق المرأة ويؤكد الدور المنوط بالحكومة والمعارضة، في إطار روح من الديمقراطية البرلمانية عز نظيرها.
كما عبر المتدخلون عن إعجابهم بالصلاحيات الممنوحة للمؤسسات القضائية، من بينها المجلس الأعلى للحسابات، من أجل مكافحة الفساد ومراقبة الغش والاختلالات.
وحسب المشاركين في الندوة فإن ديباجة الدستور المغربي يتعين أن تكون نموذجا يحتذى بالنسبة للعديد من البلدان التي ترغب في تبني دستور ديمقراطي يضمن الحقوق الأساسية للمواطنين.
وفي السياق ذاته، عبر بعض المشاركين عن أملهم في أن تعمل البيرو على استلهام تجربة الدستور المغربي، من أجل المضي قدما في إصلاح دستورها الذي يعود لسنة 1993، مشيدين بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس في تعزيز التنمية البشرية، وقيم السلام والتسامح في جميع أنحاء العالم.
وقد تم خلال هذا اللقاء الفكري تقديم مختارات من قصائد مغربية باللغة الإسبانية ألقاها طلبة جامعة سان ماركوس، التي تعد واحدة من أعرق الجامعات في البيرو.
ويطلق على الجامعة الوطنية سان ماركوس، التي تأسست سنة 1531، لقب “عميدة أمريكا” نظرا لعراقتها وقد درست بها وتخرجت منها شخصيات شهيرة ومنها، على الخصوص، الرئيس السابق آلان غارسيا، ومؤسس “التحالف الشعبي الثوري الأمريكي” (أبرا)، فيكتور راوول هايا دي لا توري، والشاعر سيزار فاييخو، بالاضافة إلى صاحب جائزة نوبل للآداب ماريو فارغاس يوسا.