قال وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر عمارة، أمس السبت بباريس، إن استراتيجية الانتقال الطاقي التي اعتمدها المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، توفق بين التنمية الاقتصادية ومكافحة التغيرات المناخية.
وأوضح السيد عمارة، في تدخل خلال لقاء نظم بالجناح المغربي في مؤتمر الأمم المتحدة حول المناخ (كوب 21) تحت شعار “المغرب، بلد نموذجي بانتقاله الطاقي من أجل المناخ”، أن هذا الانتقال أخذ منعطفا تاريخيا بفضل الدفعة الهائلة التي أعطاها جلالة الملك بإعلان جلالته، في افتتاح كوب 21، عن عزم المملكة رفع حصة الطاقات المتجددة من 42 بالمائة من القوة المركبة، الهدف الذي كان محددا في سنة 2020، إلى 52 بالمائة بحلول سنة 2030.
وأضاف أنه يتوقع أن تبلغ الاستثمارات الإجمالية في قطاع الطاقة بين 2016 و2030 نحو أربعين مليار دولار، ثلاثين مليار دولار منها ستوجه لمشاريع توليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة، وهو ما سيمثل فرصا استثمارية كبيرة للقطاع الخاص، وسيمكن من الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 32 بالمائة في أفق سنة 2030، وخفض مهم للتبعية الطاقية للمغرب.
وتابع أن الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال تقوم على إجراءات ملموسة مبنية على تطوير الطاقات المتجددة، وزيادة الفعالية الطاقية، والاستخدام الواسع للغاز الطبيعي، وهي إجراءات، بالإضافة إلى أثارها المفيدة على البيئة، ستمكن من تلبية الطلب المتزايد على الطاقة (+5 بالمائة على الطاقة الأولية، وأزيد من 6 بالمائة بالنسبة للكهرباء).
وأشار الوزير إلى أنه من أجل تحقيق هذه الأهداف، سيطور المغرب ما بين 2016 و2030، قدرة إضافية لتوليد الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة بنحو 10100 ميغاوات، 4560 ميغاواط منها مصدرها الطاقة الشمسية، فيما ستولد 4200 ميغاواط بفضل الطاقة الريحية، و1330 ميغاواط من أصل كهرومائي.
من جهته قال المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، علي الفاسي الفهري، إن المغرب يعد من البلدان الأكثر جاذبية للمستثمرين في قطاع الطاقة، خاصة توليد الكهرباء، لغنى موارده المتجددة وموقعه الاستراتيجي، وتوفره على خارطة طريق واضحة وطموحة لتطوير الطاقات المتجددة، وخبرة كبيرة ستمكنه من مواجهة تحديات المستقبل.
واستعرض السيد الفاسي الفهري، في هذا السياق، الانجازات الكبرى التي حققها المغرب في مجال الطاقة الكهربائية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، لاسيما في ما يتعلق بالكهرباء، مشيرا إلى أن ما يقرب من 100 في المائة من سكان المناطق الحضرية و99,1 بالمائة من الساكنة القروية يلجون إلى الكهرباء.
وتميز اللقاء، الذي حضره مسؤولون حكوميون ودبلوماسيون وفاعلون عموميون وخواص مغاربة وأجانب، بشهادات قدمها مهنيون ومستثمرون ينشطون في تطوير الطاقات المتجددة بالمغرب، إشادوا فيها بجهود المغرب الكبيرة في مكافحة التغيرات المناخ، عبر تزايد حصة الطاقات المتجددة في المزيج الطاقي الوطني وتعزيز النجاعة الطاقية.