لقاء ببرلين يسلط الضوء على الأنظمة الغابوية بالمغرب ويبرز اهتمام المملكة بالتنوع البيولوجي ومواجهة التغيرات المناخية

0 506

سلط مشاركون في لقاء نظم أمس الإثنين ببرلين الضوء على الأنظمة الغابوية بالمغرب ومميزاتها والتنوع البيولوجي الذي تزخر به المملكة والتدابير التي اتخذتها لمواجهة التغيرات المناخية .

ووقف الحاضرون في هذا اللقاء الذي نظمته المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، وسفارة المملكة ببرلين بشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي ، على الإنجازات التي حققها المغرب على مستوى تدبير تنوعه البيولوجي وحمايته لضمان استمراره .

وأبرز المتدخلون في هذا اللقاء العناية الخاصة التي يوليها المغرب لمجاله الغابوي وتنوعه البيولوجي والمبادرات التي قام بها من أجل حمايته عبر برنامج عمل وطني ، يأخذ بعين الاعتبار متطلبات الساكنة وانخراطها في تدبير الموارد الطبيعية بشكل عقلاني ومستدام.

وتمت الإشارة إلى أن هذه المبادرات همت تعزيز الترسانة القانونية والمؤسسات الفاعلة في المجال إضافة إلى تكثيف التعاون الدولي ، لمواجهة تحديات الناتجة عن عدة عوامل من بينها النمو السكاني والتقلبات المناخية المسببة لتدهور الأنظمة الغابوية والمناطق الرطبة والأنظمة البيئية.

كما تم إبراز من خلال بيانات وإحصائيات ودراسات علمية دقيقة ، جهود المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر في تعزيز مشاركة وتعبئة مختلف الفاعلين وجمعيات المجتمع المدني في تدبير المجال الغابوي ، والحفاظ على صحة الغابة وحمايتها من الحرائق ومحاربة انجراف التربة.

وهذه الجهود تأتي ، وفق المداخلات ، في ظل مختلف التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية التي تهدد البيئة إضافة إلى تسطير أهداف مستقبلية تجمع مختلف الشركاء المعنيين بالمحافظة على الإرث الغابوي.

وذكرت المداخلات بالمخططات التي ساهمت في تطوير مسلسل الحفاظ على هذا التنوع البيولوجي الذي بوأ المغرب المرتبة الثانية على مستوى الحوض المتوسطي بعد تركيا والأولى على مستوى منطقة غرب المتوسط.

وتم خلال هذا اللقاء تسليط الضوء أكثر على الدور الهام الذي يضطلع به المجتمع المدني وفق مقاربات تشاركية جديدة تعتمدها المندوبية السامية ، لتعزيز عمليات تحسين المراعي الغابوية وتنظيم المستفيدين في إطار جمعيات وتعاونيات لاستغلال وتسويق وتحويل المنتجات الغابوية .

كما تناولت العروض الالتزامات التي أخذها المغرب على عاتقه منذ عقود على الصعيدين الوطني والدولي ، والتي مكنته من التعامل بفاعلية مع الأنظمة البيولوجية ومع موارده الطبيعية بناء على مقاربة تشاورية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أكد الكاتب العام للمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر ، عبد الرحيم الهومي ،أن هذا اللقاء العلمي الذي شارك فيه وفد مغربي هام يندرج في إطار التعريف بالأنظمة الغابوية للمغرب لبحث سبل تطوير الانجازات وتقاسم التجارب مع المعنيين الألمان بهذا المجال .

وأوضح أن زيارة الوفد المغربي تروم أيضا تقديم نظرة مغايرة عن المغرب وعن ثقافته وخصوصياته وثرواته من ضمنها الثروة الغابوية التي توليها ألمانيا أهمية قصوى ، وإبراز أن المغرب وصل إلى درجة وعي هامة بنظمه الغابوية وأيضا تشجيع السياحة بالمغرب .

وذكر أن المغرب انخرط في العمل بالمجال البيئي والتغيرات المناخية منذ عقود ، إلا أن احتضانه لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيرات المناخ (كوب 22 ) ستعطيه دفعة قوية في المجال وتشجع الدول المشاركة على تقديم مساهمات قوية ستمكن من تحقيق نتائج إيجابية بالنسبة للمغرب وأيضا أفريقيا.

من جانبه أكد مدير محاربة التصحر وحماية الطبيعة بالمندوبية السامية محمد النضيشي ، في تصريح مماثل ، أن أهداف اللقاء تكمن في إبراز جهود المغرب في محافظته على الطبيعة عموما وتنوعه البيولوجي خصوصا والتأقلم مع المتغيرات المناخية العالمية .

كما أن العروض المقدمة تروم إحاطة الألمان بمضامين الاستراتيجية الوطنية التي اختارتها المملكة لتدبير مواردها الطبيعية خاصة وأن المغرب يوجد في منطقة جغرافية ستتعرض لتغيرات مناخية على خلفية تأثيرات ظاهرة التصحر .

وأوضح أن المخططات التي وضعها المغرب وأنجزها على أرض الواقع بشكل مندمج وتشاركي تظهر بالواضح من خلال مرجعات متعددة سواء في الدستور أو خطب جلالة الملك أو في البرنامج الحكومي مشيرا إلى أن مخططات المندوبية تنخرط مع هذه الرؤية في إطار التدبير الاستباقي للمجال البيئي الذي قطع فيه المغرب اشواطا مهمة.

جدير بالإشارة إلى أن هذا اللقاء شارك فيه أيضا على الخصوص سفير المغرب ببرلين عمر زنبير ، ومدير مديرية الملك الغابوي جمال أوشكيل وممثلون عن الوكالة الألمانية للتعاون الدولي .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.