بعد مرض عضال، رحل فجر اليوم الأحد المناضل والمثقف المتلزم صاحب المجلة المعروفة “وجهة نظر” الدكتور حسني عبد اللطيف، ويعتبر رحيله خسارة للحقل الثقافي والحقوقي في المغرب.
وكان عبد اللطيف حسني يعاني من المرض وأصيب خلال الأيام الأخيرة بجلطة دماغية، وبقي في المستشفى في الرباط حتى فارق الياة فجر اليوم الأحد.
وخلال مرحلته الجامعية، اعتقل عبد اللطيف حسني ضمن الاعتقالات التي شملت مئات الشباب من اليساريين والحقوقيين إبان السبعينات، وعانى في الاعتقال من التعذيب وسوء السجن، مما انعكس على وضعه الصحي لاحقا مثله مثل الكثير من المعتقلين السياسيين الذين بقوا فريسة آثار التعذيب والاعتقال.
وتميز عبد اللطيف حسني بانخراطه في نضالات الشعب المغربي عبر التظاهرات الحقوقية التي كان يقيمها ويشارك فيها داخل أو خارج المغرب ووصوقفه بجانب القوى الديمقراطية والتقدمية في البلاد. وكان من أبرز الداعمين لحركة 20 فبراير منذ انطلاقاتها حتى الوقت الراهن.
ومن أبرز مساهمات عبد اللطيف حسني علاوة على تكوينه لجيل من الطلبة في الجامعة بعدما اصبح أستاذا جامعيا هو إنشاءه مجلة وجهة نظر التي تحولت الى مجلة أكاديمية تنشر الأبحاث المتعلقة بالحياة السياسية والاجتماعية المغربية خاصة تلك الجريئة في أطروحاتها. ورغم غياب أي دعم، حافظ حسني عبد اللطيف على صدورها منذ سنة 2000 الى سنة 2015، عندما أصيب بالمرض.
ويقول عن “وجهة نظر” في حوار سنة 2009 “ هي تعبير عن طموح وعن مشروع تآلف حوله باحثون جامعيون شباب، وليس المثقفون النجوم، الذين لم تعد ملكتهم على الإبداع قادرة عن العمل. إنها تواصل مسيرتها منذ 11 سنة بنجاح، وتولد عنها خلال هذا المسار سلسلة دفاتر وجهة نظر وكراسات استراتيجية. ونحن عازمون، في المستقبل القريب، على أن نضيف إليها سلسلة جديدة أكثر قوة، تتعلق بالدراسات والأبحاث الأكاديمية”.
وإضافة الى مجلة وجهة نظر التي كانت تصدر كل ثلاثة أشهر، أشرف حسني عبد اللطيف على إصدار “دفاتر وجهة نظر” وهي عشرات العناوين للكتب التي ألفها باحثون جامعيون مغاربة حول مواضيع مثل الملكية والأمازيغية والمشهد السياسي. ومن هذه الكتب “المغرب في مفترق الطرق” و”الأمازيغية والسلطة” و “الخبايا السرية لإكس ليبان” و”المشهد الحزبي والملكية بالمغرب”، و”الدستور المغربي ورها موازين القوى” و”التعددية تحت المراقبة”.
يرحل عبد اللطيف حسني بعدما ترك بصماته النضالية كما ترك تجربة في النشر الثقافي تعتبر من أبرز التجارب في تاريخ النشر المغربي حتى الآن.