تعتبر الحمامات التقليدية المغربية، حتى الأمس القريب، ملاذا مفضلا لساكنة العاصمة الاقتصادية، لكن تشييد حمامات بمواصفات عصرية جعل عددا كبيرا من الزبائن يحجون إليها، لكن آخرين بقوا أوفياء للحمامات التقليدية، وهو ما جعل الحمامات التقليدية والعصرية تتجاور وتتعايش في إطار تكامل يصب في خدمة زبائن من مختلف الشرائح الاجتماعية.
ففي كل أحياء العاصمة الاقتصادية ما تزال الحمامات التقليدية حاضرة كفضاءات للنظافة والاسترخاء وإراحة الأعصاب، وإلى جوارها توجد حمامات عصرية تنعت عادة بأنها تركية .. والأهم في هذا التجاور هو أن لكل منهما زبائنه الذين تحكمهم طقوس وألفة تحددها علاقات اجتماعية خاصة بكل حي، وإمكانيات مادية.
فالخدمة التي تقترحها الحمامات التقليدية تكلف ما بين 12 و13 درهما، في الوقت الذي تبدأ فيه خدمة الحمامات العصرية من 15 و20 درهما فما فوق، دون احتساب خدمات أخرى يقدمها أشخاص جرت العادة على إطلاق اسم “الكسال” عليهم، والتي تتراوح ما بين 30 و50 درهم بالنسبة للحمامات العصرية التي تستهدف خدماتها عموم الناس.
أما الحمامات العصرية الأخرى التي تقدم خدمات من الطراز الرفيع، فإن تكلفتها تكون عالية وباهظة، لأن الأمر يتعلق بخدمات جيدة تشمل “المساج” بزيوت ومستخلصات طبية وشبه طبية، والصونة … إلخ.
وفي كل الأحوال، وحسب أحد المشرفين على تسيير حمام عصري بمنطقة الشهداء بالدار البيضاء، فإن الحمامات العمومية، التقليدية والعصرية، ما تزال تشكل ملاذا بالنسبة لفئات عريضة من المجتمع، وذلك على الرغم من لجوء الأسر إلى اقتناء سخانات خاصة بالحمامات المنزلية، مشيرا إلى أن الزبائن تعودوا على عادات في النظافة لا توفرها الحمامات المنزلية.
وقال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الرجال والنساء من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، يحرصون على التردد على الحمامات العمومية، على الأقل مرة في الأسبوع، خاصة أيام الجمعة والسبت والأحد، لطرد التعب، والتخلص من مخلفات الرطوبة والتلوث، والتي غالبا ما تنهك الجسم وتجعله متراخيا، خاصة في المدن التي تعاني من كثرة التلوث كالدار البيضاء.