يعد مراكش من أبرز المدن التاريخية في المغرب، ويعد سورها الذي يمتد حول المدينة القديمة أحد أبرز معالمها. لكن، رغم شهرة القدس وحائط المبكى في الأذهان كرموز دينية وتاريخية، فإن مراكش وسورها التاريخي هما أيضًا تجسيد لعمق الحضارة والتاريخ الإسلامي.
سور مراكش الذي بناه ابن تاشفين، ووسعه عبد المؤمن الموحدي، وطورّه يعقوب المنصور، يُعتبر من أعظم الإنجازات الهندسية التي تُبرز تطور المدينة عبر العصور. لكن، اليوم، يبدو أن هذا السور العريق أصبح رمزًا لمشاكل أخرى تعاني منها المدينة، مثل التأهيل وصيانة المرافق العامة.
للأسف، نجد أن بعض المستشارين المحليين يمتنعون عن التصويت لمشاريع إصلاح وتحديث المرافق العامة، بما في ذلك المراحيض في مراكش. في وقت تزداد فيه الحاجة إلى تحديث بنيتنا التحتية وتوفير خدمات ملائمة للسكان والزوار، يأتي موقف هؤلاء المستشارين ليزيد من تعقيد الأمور ويقوض جهود التطوير.
إن تجنبهم اتخاذ خطوات إيجابية نحو تحسين الظروف في المدينة هو تجاهل لمصلحة عامة لا يمكن تجاهلها. كيف لنا أن نطمح إلى مدينة حديثة ومتطورة بينما نتجاهل الاحتياجات الأساسية للمجتمع؟
إن دور المسؤولين يجب أن يكون موجهًا نحو تطوير المدينة والنهوض بها، وليس التعنت أو تجاهل القضايا الملحة. مدينة مراكش تستحق أكثر من ذلك، ويجب أن يكون العمل على تحسين أوضاعها أولوية قصوى لجميع المعنيين.
في ختام حديثي، أوجه دعوة لجميع المعنيين في مراكش لتحمل مسؤولياتهم والعمل بجدية لتلبية احتياجات المدينة وسكانها، وأن يتم وضع مصلحة المدينة وسكانها في المقام الأول، بعيدًا عن أي تعقيدات أو مواقف سلبية قد تعيق التقدم والتطور.
أتمنى أن يكون المقال قد عكس الفكرة التي ترغب في التعبير عنها.