أكدت رئيسة الجمعية المغربية لطب النوم ورئيسة المؤتمر المغاربي الاول لأمراض النوم (ما بين 11 و 13 فبراير الجاري بمراكش)، السيدة فوزية القادري، أن طب النوم أصبح من بين أهم التخصصات الطبية التي عرفت تطورا مضطردا خلال السنوات الأخيرة.
وأضافت فوزية القادري في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن هذا التطور جاء نتيجة التقدم العلمي المسجل في مجال الفيزيولوجيا الكهربائية، والإعلاميات الطبية، وعلم الوراثة وعلم الصيدلة، موضحة أن أخطاء التشخيص في مجال أمراض النوم لم تعد مقبولة.
ولاحظت الاخصائية أن النوم هو حاجة فيزيولوجية إذ يمثل ثلث حياة الانسان، وهو منظم من قبل ساعة بيولوجية داخلية، ويلعب دورا هاما في مسلسل استعادة النشاط الجسدي والنفسي ونمو العنصر البشري ونضج إدراكه، فضلا عن دوره الهام في ضبط الافرازات الهرمونية وراحة نظام نبضات القلب.
وأكدت الدكتورة فوزية القادري، التي تشغل أيضا منصب رئيسة مصلحة طب الأذن والأنف والحنجرة بمستشفى محمد الخامس بالدار البيضاء، أن النقص الحاد في النوم أو النوم في ظروف غير جيدة له انعكاسات سلبية على نشاط الانسان وقد يسبب انعدام الانتباه واضطرابات جسدية ونفسية وعدم التركيز والنقص الجنسي ومشاكل سوسيو- مهنية وعياء حاد، بل الاخطر من ذلك هي اضطرابات اليقظة التي من شأنها أن تسبب حوادث في الشغل أو السير.
وقالت في هذا السياق، لقد تم تسجيل أزيد من 10 آلاف حالة حادثة سير بالولايات المتحدة الامريكية بسبب قلة النوم، وأن اضطرابات اليقظة تشكل السبب الرئيسي في حوادث السير بالطرق السيارة بفرنسا، مضيفة أن اضطرابات النوم تشكل خطرا كبيرا في بروز أعراض في نظام نبضات القلب كارتفاع ضغط الدم في الشرايين واضطرابات أيضية والزيادة في الوزن ومرض السكري.
وبخصوص مسببات اضطربات النوم، أوضحت الأخصائية، أن السلوك الجديد المتبع في الحياة خاصة لدى الشباب، يشكل مصدر هذه الاضطرابات الخطيرة في النوم من قبيل عدم احترام ساعات النوم (النوم في ساعات متأخرة من الليل والاستيقاظ المتأخر)، والمكوث عدة ساعات أمام شاشة التلفزة أو الانترنيت أو مشاهدة افلام العنف والرعب أو الأكثر عاطفية آخر الليل، أو النوم في بيئة صاخبة أو استعمال المنبهات كالقهوة والشاي، والسجائر، والمشروبات الكحولية، مشيرة الى أهمية الأخذ بعين الإعتبار بعض الامراض كالإكتئاب والقلق والاجهاد التي تسبب قلة النوم والإستيقاظ ليلا وعدم استرجاع النوم الطبيعي.
وذكرت السيدة القادري أن هذه المسببات يمكن أن تكون نتيجة أوجاع حادة في الاسنان أو مرض الروماتيزم أو السمع أو بعض الامراض المزمنة كالقلب والرئة واللوزتين.
وفيما يتعلق بالمؤتمر المغاربي الاول لأمراض النوم، أوضحت السيدة القادري، أن هذا اللقاء العلمي، المنظم تحت شعار “أخطاء التشخيص في مجال أمراض النوم لم تعد مقبولة”، يعد فرصة لإطلاع المواطنين حول أهمية النوم لتجنب الامراض ومخاطرها ووقعها السلبي في الحياة اليومية للأشخاص، والتحسيس بأن التكفل باضطرابات النوم يشكل تحديا كبيرا على الصحة العمومية.
يذكر أن هذه التظاهرة العلمية، التي تنظم بتعاون مع الجمعيتين الجزائرية والتونسية لطب النوم، تتزامن مع انعقاد المؤتمر الوطني السادس للجمعية المغربية لطب النوم.
وسيناقش الخبراء المغاربة والمغاربيون والدوليون الذين سيشاركون في هذا المؤتمر مواضيع تهم “أي جديد في أمراض النوم خلال سنة 2016″ و”اضطرابات اليقظة وحوادث السير” و”الاضطرابات العصبية والنوم” و”خصوصيات اضطرابات النوم لدى البالغين” و “انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم”.