ساحة جامع الفناء التي نريد.

الساحة العالمية التي تم تصنيفها من طرف منظمة اليونسكو كرائعة من روائع التراث اللامادي للإنسانية وتمت هذه الحظوة بناء على العنصر البشري الذي كان يؤثت الساحة ويمنحها رونقها الطبيعي من مشاريع ثقافية نحو سوق الكتب الذي أضفى هالة وإشعاعا
على ساحة الكتبية التي استمدت تسميتها من دكاكين الكتب التي كانت تحيط بالمسجد كماكان للمشروع القرائي تأثيرثقافي قوي على رواد وعشاق الكتب، بالإضافة إلى تواجد مؤسسة الحلقة التي أنتجت جيلا من صناع الفرجة وصناع النكتة
كانت ساحة جامع الفناء تغطي مساحة كبيرة تمتد إلى حي فحل الزفريتي قبل أن يتمالإجهازعليها باقتطاع أوعية عقارية مهمة تجاوزت في مجملها السبع آلاف متروتفويتها لنادي البحرالأبيض المتوسط في أسوأ خطإ تاريخي تم التجني عليه، وتم التضييق عن تراث الساحة بإبعاد ثقافة الكتاب إلى خارج سور باب دكالة وتكديس الكتب في براريك متنافرة معرضة لتقلبات الجو وتم اختزال ما تبقى من فن الحلقة على حساب الاكتساح المهول للمطاعم التي أصبحت تقوم بتغذية البطون على حساب تغذية العقول ساحة جامع الفناء التي نريد…
الآن وبعد مرورحوالي نصف قرن على الحدث أصبحت المطالبة ملحة بمعالجة الخلل المرتكب وإعادة الإعتبار للساحة باللجوء إلى مسطرة الملك العام الذي لا يمكن تفويته أو الحجزعليه والذي يتم بمقتضاه تخطيط الطرق العامة ونزع ملكية القطعة الأرضية التي تم تشييد عليها نادي البحرالأبيض المتوسط من أجل المنفعة العامة وانتظارتحريرهذا المرفق لإدماجه في أصل الساحة وإعادة المكانة اللائقة للفعل القرائي من خلال استعادة سوق الكتب وإنجاز تصورلمشروع ثقافي وتراثي مندمج يراعي المكانة العالمية لساحة جامع الفناء.
خليفة الشحيمي

Comments (0)
Add Comment