وجهت صحيفة (الأخبار) تحية الى المسرحي المغربي الطيب الصديقي الذي وافته المنية أمس الجمعة بالقول إن بيروت تنحني له باعتباره قامة مسرحية عربية ومغربية.
وكتب نائب رئيس تحرير الصحيفة بيار أبي صعب في مقال بعنوان “رحيل الطيب الصديقي: أورسون ويلز العرب” موجها التحية للراحل ” من بيروت التي عرفت الطيب وأحبته، كما عرفها وأحبها، ننحني اليوم أمام تلك القامة الشاهقة، وعلى وجهنا ابتسامة من يستعيد نكاته اللاذعة، وفي حلقنا غصøة بسبب الفراغ الذي سيتركه سيدي الطيب (…)”.
إنه أب المسرح المغربي الحديث “بلا منازع”، وأحد أساطير المسرح العربي، يقول أبي صعب، مستذكرا “سيدي الطيب” ذي القامة الضخمة واللحية والشعر المرسل، وكذا “نزقه وحسه الساخر وشخصيته (المتسلطة) الفذة، وابتكاراته، مؤلفا ومخرجا وممثلا وتشكيليا “التي أدهشت معاصريه في المغرب والعالم”.
واشتغل الطيب الصديق أو “التروبادور” الصويري، كما وصفه الصحفي، على تأصيل فنون الفرجة، من خلال مسرح متجذر في التراث والتقاليد الشفوية والسردية والشعر الملحون، وطقوس الذاكرة الجمعية وتقاليد الفن الشعبي وشخصياته.
وبهذا يقول أبي صعب، وضع الصديقي مع المسرحي والمؤلف عبد الكريم برشيد “وآخرون” لبنات المسرح الاحتفالي، الذي شكل حتى أواخر السبعينيات اتجاها مهيمنا في العالم العربي الباحث عن “خصوصيته وهويته”.
وبعد أن تحدث عن الطيب الصديقي وحضوره “الآسر” على خشبة المسرح وحضوره “المتقد” وطاقته “المذهلة” وقدرته على الارتجال والقفز بين اللغات، استحضر أبي صعب مقالا لناقد فرنسي في ثمانينيات القرن الماضي الذي وصف فيه الصديقي على صحفات جريدة (لوموند) ب”أورسون ويلز العرب” بعد تجسيده لشخصية “أبي حيان التوحيدي”.
ولم يفت أبي صعب التذكير بإطلاق الراحل الصديقي لمبدعين كثر منهم، الممثلة ثريا جبران وفرقة (ناس الغيوان) التي انطلقت من محترف الصديقي وتجاربه الاحتفالية.
كما ذكر بمسرحيته الشهيرة “ألف حكاية وحكاية في سوق عكاظ” (1985) التي شاركته فيها البطولة الممثلة المسرحية اللبنانية نضال الأشقر، والتي جال بها آنذاك العالم العربي.
وبالإضافة الى (الأخبار) تناقلت جل وسائل الإعلام اللبنانية المكتوبة والمسموعة والمرئية خبر وفاة الطيب الصديقي مع التركيز على أهم محطات مسيرته المسرحية والفنية (السينما كشريط الزفت)، وخاصة الجانب المتعلق بتوظيف التراث المغربي فى مسرحياته.
وسبق لقناة (الميادين) أن أنجزت شهر يناير الماضي ريبورتاجا عن الطيب الصديقي “سيد المسرح وعميده”، كما وصفته القناة.