بالصور المملكة المغربية الشريفة ترسخ توجهها الإفريقي عبر بوابة الدبلوماسية البرلمانية

محمد سيدي: بيان مراكش

في خطوة جديدة تؤكد عمق التوجه الإفريقي للمملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، شارك المستشار البرلماني عبد الرحمان الوافا، أمين مجلس المستشارين، في مباحثات رفيعة المستوى جمعت الوزير المنتدب المكلف بالميزانية السيد فوزي لقجع برئيس برلمان المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا سيماك، السيد إيفاريست نغامانا، وذلك يوم الثلاثاء 17 يونيو 2025، بمقر مجلس المستشارين بالعاصمة الرباط.

ويأتي هذا اللقاء في سياق زيارة رسمية يقوم بها رئيس برلمان “سيماك” إلى المملكة، على رأس وفد مؤسساتي وازن، للمشاركة في أشغال المنتدى البرلماني الاقتصادي المغرب–سيماك، المزمع تنظيمه بمدينة العيون يوم الجمعة المقبل، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة. وهي زيارة تعكس الإرادة السياسية المتبادلة بين الرباط وعواصم إفريقيا الوسطى في تعزيز قنوات الحوار والتعاون، ليس فقط على المستويين الاقتصادي والتجاري، بل كذلك على الصعيدين البرلماني والدبلوماسي.

وقد بصم المستشار البرلماني عبد الرحمان الوافا على مشاركة وازنة ومتميزة، تؤكد مكانته كأحد أبرز الفاعلين داخل المؤسسة التشريعية المغربية، بفضل حضوره الرصين، وخطابه المتوازن، والتزامه الراسخ بخدمة المصالح العليا للمملكة المغربية الشريفة ، و مشاركته النشيطة في هذه المحطة الدبلوماسية البرلمانية تعكس حسه الوطني وقدرته على تمثيل المغرب بكفاءة في المحافل الإقليمية والدولية، خاصة في الملفات ذات البعد الاستراتيجي كالعلاقات المغربية–الإفريقية.

وتميزت هذه المباحثات بجو من الصراحة والاحترام المتبادل، حيث تم التطرق إلى آفاق تعزيز الشراكة متعددة الأبعاد بين المملكة المغربية ودول مجموعة سيماك، التي تضم كلاً من الكاميرون، تشاد، جمهورية إفريقيا الوسطى، الكونغو، الغابون، وغينيا الاستوائية.
وقد شكل الحضور الوازن للمستشار عبد الرحمان الوافا في هذه الجلسة إشارة قوية إلى انخراط المؤسسة التشريعية المغربية، بمجلسيها، في خدمة الرؤية الملكية الرامية إلى جعل المغرب شريكًا استراتيجيًا حقيقيًا للقارة الإفريقية في مختلف المجالات.

من جانبه، شدد السيد فوزي لقجع على أهمية فتح آفاق تعاون مبتكرة في مجالات الاستثمار والتمويل والمبادلات التجارية، انطلاقًا من الإمكانيات الواعدة التي تزخر بها الأسواق الإفريقية، وإيمانًا بأهمية التكامل جنوب–جنوب في ظل التحديات الجيو–اقتصادية العالمية الراهنة. كما أكد أن المغرب، بفضل استقراره السياسي وموقعه الجغرافي الاستراتيجي، أصبح منصة نموذجية لربط شمال القارة بجنوبها، ورافعة رئيسية للتعاون مع تجمعات إقليمية واعدة كـ”سيماك”.

أما رئيس برلمان المجموعة، السيد نغامانا، فقد أعرب عن تقديره العميق للدور الذي يضطلع به المغرب، قيادةً ومؤسسات، في دعم استقرار ونمو دول إفريقيا الوسطى، مبرزًا أهمية المأسسة البرلمانية لهذا التعاون عبر تفعيل شراكات بين مجالس تشريعية، وتنظيم لقاءات دورية لتبادل التجارب في مجالات التشريع والرقابة وتقييم السياسات العمومية.

أما الحضور المغربي في هذا اللقاء، الممثل في شخصيات برلمانية واقتصادية رفيعة، جسد مرة أخرى الانخراط الفعلي في تنزيل التوجه الإفريقي للمملكة، كخيار استراتيجي ثابت عززه جلالة الملك محمد السادس دام له النصر والتمكين ،منذ عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي سنة 2017، وجعله محورا مركزيا في الدبلوماسية المغربية، من خلال توقيع عشرات الاتفاقيات الثنائية، وتنظيم منتديات اقتصادية كبرى، وتعزيز الشراكات جنوب–جنوب في ميادين حيوية مثل البنية التحتية، الطاقة، التعليم، والصحة.

ومن المنتظر أن تتوج زيارة الوفد البرلماني لدول سيماك إلى المغرب بنتائج ملموسة خلال المنتدى البرلماني الاقتصادي الذي سيُعقد بمدينة العيون، بوصفها مدينة رمزية ذات دلالات استراتيجية، تعكس التزام المغرب بتنمية أقاليمه الجنوبية، وفتحها على الشراكات الإفريقية المتقدمة، في إطار وحدة ترابية لا تقبل المساومة.

ويجمع المتتبعون على أن السيد عبد الرحمان الوافا، بخبرته وكفاءته، يجسد نموذج البرلماني المغربي المتفاعل مع القضايا الكبرى للوطن، والمنفتح على محيطه الإفريقي، في انسجام تام مع التوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تعزيز مكانة المغرب كقوة دبلوماسية وتنموية قارية.

Comments (0)
Add Comment