اهتمامات الصحف العالمية أوروبا الغربية

ركزت جل الصحف الاوروبية الصادرة اليوم الثلاثاء في أوروبا الغربية على تطورات الوضع في سوريا على خلفية الضربات الجوية الروسية التي خلفت العديد من الضحايا من بينهم أطفال ، وبمسألة اللاجئين في ضوء المواقف المتباعدة للعديد من الدول الاوروبية ، وبالأزمة السياسية في إسبانيا.

ففي بلجيكا، أكدت (لوسوار) أن بولونيا وهنغاريا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا عقدت في براغ قمة تابعتها أوروبا بأكملها، مشيرة إلى أن الرهانات المنتظرة من هذه القمة هي تأكيد دعمهم للاتفاق البريطاني ومعارضتهم للسياسة الأوروبية حول اللجوء.

وكتبت الجريدة الواسعة الانتشار أن آفاق الاتفاق بين المملكة المتحدة وباقي بلدان الاتحاد الأوروبي، وموقف هذه البلدان الأربعة مجموعة (فيزغارد) أساسي حيث أن التدفق الكبير للعمال القادمين من هذه الدول هو الذي دفع لندن إلى وقف تنقل العمال الأوروبيين.

أما (لاليبر بلجيك) فتساءلت ما إذا كانت مجموعة (فيزغارد) قادرة على تقديم بديل مناف للمشروع الأوروبي، كما يسعى إلى ذلك القوميون المحافظون.

وأعربت الجريدة عن شكوكها في قدرة هذه البلدان الأربعة على تشكيل قطب منسجم قادر على الصمود أمام اندماج كلي للاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن موجة الشعبوية والقوميين والمشككين في أوروبا ساهمت في تقوية نفوذهم، بالمقابل هناك العديد من نقاط الاختلاف بين هذه البلدان الأربعة.

وتساءلت الصحف السويسرية إذا ما كان الاتحاد الأوروبي قادرا على تفادي تفككه قبل يومين من انعقاد قمة أوروبية وصفت بالحاسمة.

وكتبت (لاتريبون دو جنيف) في هذا الصدد تحت عنوان ” خروج بريطانيا من الاتحاد يضع أوروبا على حافة الأزمة ” أن المفاوضات حول اتفاق مع لندن أثار مطالب في جميع أنحاء القارة.

وأوضحت أن ” آفاق قمة الخميس والتي ستخصص اساسا إلى اتفاق يمكن من تفادي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، حث بلدانا كبولونيا وهنغاريا وسلوفاكيا على تشديد اللهجة حول العراقيل التي تواجه مبدأ حرية التنقل “.

أما جريدة (24 أور) فقد اعتبرت من جانبها أن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، التي تواجه وصول مليون لاجئ في ألمانيا، قد تنضم إلى موقف بريطانيا المتعلق بالتضييق من المساعدات الاجتماعية للأجانب، مشيرة إلى أن قرارا مثل هذا قد يدفع البلدان الغنية في شمال أوروبا إلى اتخاذ نفس القرار، مما قد يجعل بلدان شرق وجنوب القارة يشعرون بالظلم.

من جانبها، اشارت (لوطون) إلى أن المؤيدين لأوروبا لا يخفون خشيتهم من “تفكك مخطط” له للاتحاد الأوروبي، الذي يواجه أزمات متكررة بسبب أزمة الهجرة، وصعود الشعبوية وتهديد بريطانيا بالخروج من الاتحاد.

وفي فرنسا واصلت الصحف الاهتمام باخر تطورات الوضع في سوريا وخاصة في منطقة حلب، حيث كتبت صحيفة (لوموند )ان المشاركين توقعوا بالاجماع لدى مغادرتهم العاصمة البافارية، تفاقم الوضع بسوريا التي تعتبر مسرحا لتنافس اقليمي، ومواجهة جديدة بين الشرق والغرب.

واضافت الصحيفة ان الامريكيين والاروبيين بدوا في ميونيخ عاجزين عن التصدي لاستراتيجية موسكو التي ساهمت خلال بضعة اشهر في خروج روسيا من عزلتها الدبلوماسية جراء الازمة الاوكرانية ، لتفرض نفسها كفاعل اساسي في البحث عن حل في الشرق الاوسط ، ثم دخلت بعد ذلك في الحرب في سوريا لتصبح في النهاية،تشكل معادلة هامة في النزاع بهذا البلد.

من جهتها، قالت صحيفة (ليبراسيون) ان مصير اروبا يحدد ايضا في سوريا ، موضحة انه بالتأكيد ليس للدول الاروبية ال28 سوى دور هامشي في النزاع على الرغم من مشاركة بعضها في الهجمات الجوية ضد داعش ومنها فرنسا ،لكن عجز الاروبيين وغموض موقف ادارة اوباما، ادى الى فراغ استغلته موسكو.

واضافت انه في ميونيخ قرر الروس والامريكيين بدعم من الامم المتحدة في نهاية الاسبوع ، هدنة تدخل حيز التنفيذ سبعة ايام بعد ذلك، مشيرة الى ان موسكو تامل حتى ذلك الحين ان يمكن قصفها المكثف ، قوات النظام السوري مدعومة بايران وحزب الله من استكمال حصار حلب رمز التمرد.
وفي إسبانيا، خصصت الصحف تعاليقها لاشتراط حزب بوديموس الدعوة لاستفتاء تقرير المصير في كاتالونيا للتفاوض مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني حول تشكيل حكومة يسارية.

وكتبت (لا راثون) أن الحزب اليساري المتطرف الذي اعتبر أن الدعوة لاستشارة حول تقرير المصير بهذه الجهة الواقعة شمال شرق إسبانيا من بين “أهدافه الاستراتيجية” خلال الولاية التشريعية القادمة، مشيرة إلى أن تنظيم هذا الاستفتاء ستشرف عليه “وزارة تعدد الجنسيات”.

وفي سياق متصل، أوردت صحيفة (إلموندو) أن هذا الحزب اليساري المتطرف اشترط أيضا على الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني تقديم كل “الضمانات الديمقراطية الضرورية” لعقد هذه الاستشارة التي يتعين أن تنظم في إطار الدستور الإسباني.

من جهتها، ذكرت صحيفة (إلباييس) أن المتحدث باسم الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني في مجلس النواب، أنطونيو هيرناندو، رفض بشكل قاطع مقترحات حزب بوديموس، واتهم أمينه العام، بابلو إغليسياس، بتجاوز الحدود ومحاولة فرض شروطه.

أما (أ بي سي) فذكرت أن زعيم حزب كومو بوديموس الجهوي، الذي يعتبر فرع حزب بوديموس في كاتالونيا، كزافييه دومينيش، قال إن إدراج الاستفتاء في برنامج حكومة الحزب الاشتراكي سيشجع الأحزاب الانفصالية على دعم تنصيب حكومة اشتراكية.

وفي ألمانيا ، سلطت غالبية الصحف الضوء على اجتماع قادة دول ” فيسغراد”، التي تضم التشيك وسلوفاكيا والمجر وبولندا ، في بلغراد إذ ناقشت سياسة اللجوء الأوروبية وعبرت عن معارضتها لسياسة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل .

فكتبت صحيفة (فلينسبورغر تاغبلات) ، في تعليقها أن أنغيلا ميركل كانت تحظى بشعبية كبيرة في وسط وشرق أوروبا إلا أن الأمر تغير على خلفية أزمة اللاجئين ، مشيرة إلى أن اجتماع ما يسمى ببلدان “فيسغراد “، عبر عن موقف معارض لميركل ، وبحث تدابير احتياطية سيتم اتخاذها على الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي لوقف التدفق المستمر للاجئين عبر طريق البلقان في الوقت الذي حذرت فيه ميركل من غلق الحدود بين مقدونيا واليونان لمنع اللاجئين من الوصول لدول أخرى داخل الاتحاد .

من جهتها كتبت صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ)، أنه منذ أن نهجت ميركل سياسة الترحيب باللاجئين ومطالبتها بنظام الحصص لتوزيعهم على كل دول أوروبا ، أصبحت الخصم المفضل ، لكل من بولندا والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا مشيرة إلى أن هذه الدول أصبحت كل شعاراتها معادية للأجانب ، إذ يسعى من خلالها الحكام إلى ضمان شعبية عالية .

ولاحظت الصحيفة أنه أصبح من الواضح ” أن ألمانيا لم تعد لها القيادة في أوروبا كما كانت في السابق “.

بالنسبة لصحيفة (دي فيلت ) فإن على الحكومة الاتحادية أن تحدد مواقفها وذلك على خلفية اجتماع بلدان أوروبا الشرقية التي استخدمت منتدى “فسيغراد” الذي أسسته للتأكيد على معارضتها لسياسة اللاجئين التي تعتمدها المستشارة ميركل .

وترى الصحيفة أن ” ألمانيا ستصبح معزولة بسبب عناد ميركل ” مشيرة إلى أن ألمانيا ” تعتبر فعلا قوية ولا يمكن تجاهل قوتها ، لكنها ليست قوية بما يكفي لتسيير القارة وحدها ووفقا لسياساتها “.
وفي بريطانيا ، اهتمت الصحف بالعلاقات الأورو- بريطانية والمفاوضات الهادفة الى الحفاظ على عضوية المملكة المتحدة في الاتحاد الأوروبي، فضلا عن القصف الذي تعرض له مستشفى في سوريا.

ونقلت صحيفة (الغارديان) تصريحات رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك أمس الاثنين في بوخارست ، الذي اعتبر ان خطر تفكك الاتحاد الأوروبي ” حقيقي”، داعيا أعضاء الاتحاد الى ” الاستماع إلى حجج الآخرين ” لمنع وقوع انهيار الاتحاد.

أما صحيفة (ديلي تلغراف) فركزت على الهجوم الدموي ضد المستشفى السوري الذي يحظى بدعم منظمة أطباء بلا حدود ، والذي يقع على بعد 280 كيلومترا الى الشمال من دمشق.

وقالت الصحيفة إن الغارة أسفرت عن مقتل تسعة أشخاص من بينهم طفل، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان ، مشيرة إلى أن ضربات جوية أخرى استهدفت بلدة عزاز و مناطق محادية لها ، مما أسفر كذلك عن مقتل 10 أشخاص من بينهم ثلاثة أطفال.

وفي هولندا ، اهتمت الصحف بموضوع الاستفتاء في أوكرانيا وبقضية التلاعب في مباراة في الدوري الهولندي عن طريق لاعب سابق في فريق فيليم 2.

و نشرت صحيفة “دي فولكس كرانت” تحت عنوان ” كل ما تحتاج لمعرفته حول الاستفتاء على أوكرانيا”، ملفا حول الاستفتاء على اتفاقية الشراكة الموقعة في عام 2014 بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا الذي سينظم في هولندا في 6 أبريل المقبل ، بدعوة من مجموعة من الجمعيات.

وأوضحت الصحيفة أن الاستفتاء تقرر بعد أن وقع أزيد من 427 ألف هولندي عريضة بهذا الشأن بمبادرة من عدد من الجمعيات .

وتطرقت الصحيفة الى موقف السياسيين الهولنديين بخصوص هذه المسألة، وكذلك الرهانات التي تشكلها العلاقات بين أوكرانيا والاتحاد الاوروبي وكذا السياق الجيوسياسي لأوكرانيا.

أما ( إن إر سي) و( دا ) فتطرقا الى إعلان مسؤول في الاتحاد الهولندي لكرة القدم عن احتمال أن يكون لاعب سابق في فريق فيليم تيلبورغ قام بتلاعب في مباراة في البطولة الوطنية عام 2009 مقابل مبلغ من المال.

وتفيد الصحيفتان بأن اللاعب السيراليوني إبراهيم كارجبو، لاعب خط الوسط السابق في فيليم 2 ، توصل إلى اتفاق مع اللاعب السنغافوري ويلسون راج بيرومال للتلاعب في المباراة ضد أوتريخت، في 9 غشت 2009 .

Comments (0)
Add Comment