اهتمت جل الصحف الصادرة اليوم الاثنين ببلدان أوروبا الغربية بالتطورات الأخيرة للوضع في سوريا على خلفية قرارات اجتماع ميونيخ والاتصال الهاتفي بين الرئيسين باراك أوباما وفلادمير بوتين.
ففي فرنسا اهتمت الصحف بالتطورات الأخيرة للوضع في سوريا، حيث كتبت صحيفة (لوموند)ان القوات الموالية للحكومة أصبحت توجد على بعد 20 كلم من الحدود التركية ، الهدف الرئيسي لهجومها، مستفيدة في ذلك من الغطاء الجوي للطيران الروسي.
وأضافت الصحيفة ان اجل اسبوع قبل دخول الهدنة الانسانية التي تم التوصل اليها في 12 فبراير بميونيخ، حيز التنفيذ، قد يكون كافيا للجيش النظامي،ومسانديه من الشيعة من اجل الانتشار في هذه الرقعة وتوجيه ضربات مدمرة للمتمردين ، مشيرة الى انه من اجل تجنب الهزيمة يراهن المتمردون على وصول شحنة جديدة من الأسلحة .
من جهتها قالت صحيفة (ليبراسيون)ان قصف المدفعية التركية لمواقع الاكراد قرب حلب، والحديث عن هجمات برية ضد تنظيم داعش يعقد المعادلة السورية.
وكتبت الصحيفة ان الدول الغربية وروسيا الذين اجتمعوا نهاية الاسبوع بميونيخ ، حاولوا ايجاد اسس هدنة دائمة تتيح اعادة اطلاق المفاوضات التي لم تبدأ يوما ما ، مضيفة ان هذه التوترات الجديدة تعد بمثابة عودة الى الواقع. وهي نتيجة مباشرة للعجز الاروبي، وعدم اكتراث الولايات المتحدة امام روسيا المنخرطة في الازمة السورية والعازمة على السير حتى النهاية.
وفي سويسرا، تساءلت الصحف حول التهديدات الأمنية التي يواجهها العالم غداة مؤتمر ميونيخ.
وكتبت (لوطون)، في هذا الصدد، أن مؤتمر ميونيخ توقف عند الأزمات التي تهدد الاندماج على مستوى الشرق الأوسط وأوروبا.
وذكرت الجريدة أن الطريق المتفائل الوحيد هو الذي أعرب عنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي لا زال متشبثا بالأمل في التوصل إلى حل دبلوماسي.
وتحت عنوان ” هل هي بداية حرب باردة جديدة ” اعتبرت (لاتريبون دو جنيف) أنه على الرغم من وعود بوقف إطلاق النار، يبدو أن التوصل إلى حل للنزاع في سوريا ضرب من الخيال، خاصة وأن الفاعلين الدوليين يتبادلون الاتهامات بتصعيد الوضع.
فعوض التوصل إلى اتفاق طموح، تضيف الجريدة، أكد كل من باراك أوباما وفلاديمير بوتين على ضرورة فتح الطريق بشكل عاجل أمام المساعدات الإنسانية في المناطق المحاصرة في سوريا ووقف المواجهات فوق مجموع التراب السوري.
أما (24 ساعة) فأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي لم يكن له خيار سوى مطالبة نظيره الروسي بوقف الضربات الجوية للطائرات الروسية في سوريا ضد المعارضة المعتدلة، طبقا لاتفاق مونيخ.
وفي إسبانيا، تركز اهتمام الصحف، على الخصوص، حول قرار رئيسة فرع الحزب الشعبي بمدريد، اسبيرانثا أغيري، الاستقالة بعد الاشتباه في تورط الحزب في قضية فساد.
وكتبت (إلباييس) تحت عنوان “أغيري تستقيل لفساد الحزب الشعبي في مدريد”، أن هذه الاستقالة جاءت بعد ثلاثة أيام من تفتيش الحرس المدني لمقر الحزب لمدريد، وأن المسؤولة المحافظة فسرت قرارها بخطورة الجرائم المنسوبة للحزب.
من جهتها، أوردت صحيفة (إلموندو) أن قرار أغيري كان متوقعا من قبل أعضاء الحزب الشعبي، خاصة بعد فتح تحقيق قضائي في مخالفات محتملة في إدارة الشؤون المالية لفرع هذه الهيئة السياسية في العاصمة مدريد.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة (لا راثون) أنه رغم استقالتها، احتفظت أغيري، التي اعترفت ب”مسؤوليتها السياسية” أمام الاتهامات الموجهة لحزبها، بمنصبها كمتحدث باسم الحزب الشعبي في مدريد ببلدية العاصمة الإسبانية.
أما صحيفة (أ بي سي) فأشارت إلى أن زعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، أعرب عن تأييده لأغيري، مشيرا إلى أن قيادة الحزب ستتولاها لجنة إدارية مؤقتة قبل عقد مؤتمر إقليمي لانتخاب رئيس جديد.
وفي إيطاليا، اهتمت الصحف الرئيسية بالاتصال الهاتفي بين الرئيسين الامريكي باراك أوباما والروسي فلاديمير بوتين لوضع حد للقصف في سوريا وتنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الخميس الماضي في ميونيخ لوقف الأعمال العدائية.
وكتبت صحيفة ” المساجيرو ” أن باراك أوباما حث فلاديمير بوتين على وضع حد لقصف الطيران الروسي ل ” قوى المعارضة المعتدلة ” في سوريا، معتبرة أن ” هذه المبادرة تبدو بالفعل أنها تضع حدا لسيناريوهات الحرب الباردة كما أثار ذلك ديمتري ميدفيديف رئيس الوزراء الروسي في ميونيخ” .
صحيفة ” لا ريبوبليكا ” أشارت من جهتها ، إلى أن منتقدي أوباما يعتبرون أن موقف رئيس الولايات المتحدة ” هو إشارة الى فشل استراتيجية الولايات المتحدة في سوريا ”.
ووفقا للصحيفة، فعلى الرغم من تهديد وزير الخارجية الأمريكية، جون كيري، بتدخل بري في سوريا فإن ” الجميع يعرف أن أوباما سيعمل كل شيء لتجنب التورط في هجوم بري جديد في آخر عام من ولايته ” .
أما صحيفة ” كورييري ديلا سيرا ” فقالت إن الخلافات لا تزال قائمة بين واشنطن وموسكو ، حيث يصر البيت الأبيض على ضرورة وقف القصف الروسي في سوريا، بينما يؤكد الكرملين على مواصلة غاراته ضد ” الجماعات الإرهابية ”.
وفي بريطانيا ، اهتمت الصحف بحفل توزيع جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون لعام 2016 ، وبقرار بنك “اتش اس بي سي” القاضي بالحفاظ على مقره في العاصمة البريطانية .
و تطرقت صحيفة “الغارديان” لموضوع جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون لعام 2016 ، والتي فاز بها هذا العام فيلم ” العائد” ، بأحسن فيلم وأفضل مخرج ( اليخاندرو غونزاليس) ، وأفضل ممثل (ليوناردو دي كابريو).
من جانبها، اهتمت صحيفة “ديلي ميل” بنفس الموضوع مشيرة الى جائزة أفضل ممثلة التي منحت الى بري لارسون (26 عاما) عن دورها في فيلم ” غرفة ”.
أما بالنسبة لصحيفة “فاينانشال تايمز”، فسلطت الضوء على قرار بنك “اتش اس بي سي ‘ القاضي بالحفاظ على مقره في لندن بعد مراجعة استراتيجية أطلقت في العام الماضي بسبب ارتفاع الضرائب و تغير القوانين المنظمة.
وأوردت الصحيفة نص بلاغ للبنك يعتبر فيه أن ” لندن هي واحدة من المراكز المالية الرئيسية في العالم وتحتوي على مجموعة كبيرة من المواهب العالمية، على درجة عالية من الكفاءة “.
وفي ألمانيا اهتمت أغلب الصحف في تعليقاتها بمؤتمر ميونيخ الدولي للأمن الذي انعقد على مدى أربعة أيام ،مبرزة أهم المحاور التي تناولها المشاركون في أشغاله خاصة أزمة اللاجئين والإرهاب والأزمة السورية .
وكتبت صحيفة (نوربيرغر تسايتونغ) في تعليقها أنه ” ربما لم تنعقد أي دورة من الدورات السابقة لمؤتمر ميونيخ الدولي للأمن في مثل الظرفية التي انعقدت فيها الدورة الثانية والخمسين ، التي عكست صورة كارثية في مختلف مناطق العالم “.
من جهتها عبرت صحيفة (نويه بريسة) ، عن تشاؤمها من القضايا التي ألقت بظلالها في المؤتمر مثل ” الحرب في سورية ، والمعارك في شرق أوكرانيا ، إلى جانب أزمة اللاجئين في أوروبا. إضافة إلى التهديد الإرهابي في العالم “.
وترى الصحيفة أن ” ما زاد الطين بلة ، هو ما قاله رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف ، الذي أشار إلى أن علاقات الشرق والغرب تنزلق إلى حرب باردة جديدة . في حين يواجه العالم مجموعة من المشاكل المعقدة ، والمتشابكة فيما بينها. ولابد من وجود رغبة كبيرة ومشتركة لحلها “.
من جهتها اعتبرت صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ) أنه عند النظر إلى الوراء بخصوص الأزمة السورية ” يفيد بأن الأمل في حلها مازال مشوبا بالحذر ، وربما مخيبا للأمل لأن اتفاق يوم الجمعة في مؤتمر ميونيخ ، حول وقف إطلاق النار في سورية ، بدا في نهاية المؤتمر أنه أخفق ، وهذه رسالة مأساوية للشعب السوري في المدن المحاصرة ، وضربة جديدة للدبلوماسية الدولية “.
نفس الانطباع عبرت عنه صحيفة (فرانكيشه تاغ ) ، التي اعتبرت أن ” العالم كان شاهدا في ميونيخ على عدوانية روسيا التي مازالت تخضع للعقوبات الاقتصادية ، إذ تواصل وحتى عطلة نهاية الأسبوع في إمطار حلب ، شمال سورية ، بوابل من القنابل ، وهو الأمر الذي سيسفر عن تدفق المزيد من موجات اللاجئين إلى الغرب ” .
وترى الصحيفة أن هدف روسيا يكمن في زعزعة استقرار أوروبا إذ يشكل ذلك جزء من نجاح سياستها ، خاصة وأن أوروبا حاليا أكثر انقساما من أي وقت مضى .