مولاي مصطفى لحضى: بيان مراكش
عرفت السنوات الاخيرة اكتساحا كبيرا للبنايات الاسمنتية داخل مزرعة كلميمة التابعة لقبيلة إكلميمن، التي تستحوذ على اراضي واسعة في اتجاه كل من مدينة الرشيدية و قرية تيلوين و في اتجاه مدينة تنجداد، و مع ذلك يضطر المواطنون الى البناء وسط المزرعة بسبب عجز القبيلة عن تقسيم الاراضي على ذوي الحقوق، و هو ما تسبب في القضاء على المساحات المزروعة داخل الواحة، و تعويض اشجار النخيل و الزيتون ببنايات اسمنتية، زادت وثيرتها بشكل متسارع في السنوات الاخيرة نتيجة ضعف الوعاء العقاري و تهاون قبيلة إكلميمن في إيجاد حلول ترضي كل الفخدات في القبيلة.
و رغم يقظة السلطة المحلية ومنعها للبناء العشوائي داخل الواحة و تقديم المخالفين للقضاء، فإن البنايات القائمة تساهم نسبيا في تلويث المزرعة بسبب انعدام الصرف الصحي و الاضطرار الى تصريف المياه العادمة في حفر و سواقي، ما قد ينجم عنه عواقب وخيمة على صحة الانسان و المواشي .
و يؤكد نشطاء مهتمون بالبيئة أن الامتداد العمراني ليس وحده ما يقلص المساحات المزروعة و يهدد الواحة، فالإجهاد المائي هو الآخر ساهم كثيرا في تقليص مياه السقي في السواقي جراء انتشار ضيعات متوسطة في منطقة تازوغميت بغريس العلوي عمد مالكوها الى حفر ابار واتقاب مائية، اثّرت على الفرشة المائية و على انسياب المياه في السواقي و تراجعه بشكل ملحوظ، و يُحذر الفلاح لحسن كجي، وهو ناشط حقوقي من تداعيات حفر الابار بكثرة في غريس العلوي و غريس السفلي، و يدق ناقوس الخطر محذرا الى أن الواحة و من يعيش عليها سيكونوا جميعا ضحايا الإجهاد المائي الذي سيأتي على الاخضر و اليابس، و يدعو السلطات المحلية و وكالة الحوض المائي و شرطة المياه الى تقفي آثار آليات الحفر ( الصوندات و البرِّيمات)، و الى تشديد الاجراءات الزجرية على من خالف القانون من مالكي معدات حفر الاتقاب و الابار من ذوي النفوذ السياسي، الذين يُغلبون مصلحتهم الشخصية على حساب مصلحة ساكنة تحيا على الفلاحة المعيشية على طول وادي غريس .