منذ تحريره سنة 1997 عرف قطاع الاتصالات بالمغرب تحولا كبيرا مع وصول فاعلين جدد ومع تنويع العروض والخدمات وكذا مع الارتفاع الكبير في عدد مشتركي الانترنيت المحمول مما ساهم في تعزيز خدمات الاتصالات.
كما أن ارتفاع نسبة المرتبطين بالهاتف المتنقل بنسبة 131 في المائة سنة 2015 والتطور الكبير لحظيرة الانترنيت المحمول (زيادة سنوية بنسبة 69 في المائة) وإطلاق خدمات الجيل الرابع (4 جي) بالنسبة للهاتف المتنقل والذي يتيح خدمات متنقلة بصبيب عالي يمكن أن يصل إلى 100 ميغابيت، يشهد على القفزة الكبيرة التي عرفها القطاع.
وهكذا فقد تميزت سنة 2015 بتسجيل نمو تشهد عليه الأرقام، حيث بلغ عدد المشتركين في الانترنيت بالمغرب يناهز 14 مليون أي بنمو نسبته 64 في المائة مقارنة مع سنة 2014. وبخصوص مساهمة عائدات الفاعلين في الهاتف المحمول في الناتج الداخلي الخام فقد بلغت أزيد من 3 في المائة سنة 2015 في وقت وصل فيه عدد المشتركين في الهاتف المحمول إلى 45 ر44 مليون مشترك.
وتميزت سنة 2015 بإطلاق خدمات الجيل الرابع، وهو ما أتاح تسريع تحول سوق الاتصالات.
وتؤكد الأرقام الصادرة عن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أولى الآثار الايجابية لإطلاق خدمات الجيل الرابع. فقد وصل عدد المنخرطين في خدمات الانترنيت 89ر13 مليون في الربع الثالث من سنة 2015، أي بنسبة نمو سنوي بلغت 54 ر63 في المائة مع نسبة ولوج بلغت 1ر41 في المائة وذلك حسب الأرقام الصادرة عن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات التي أكدت أن حظيرة الانترنيت المحمول عرفت تقدما سنويا وصل 58 ر69 في المائة ب 81 ر12 مليون مشترك.
وقال مهندس الاتصالات ومدير مقاولة النهوض بالاتصالات وتكنولوجيا الاتصال السيد أحمد خوجة إن “خدمات انترنيت الجيل الرابع مقارنة مع الجيل الثالث تؤمن سرعة تحميل عشر مرات أكثر. إنها فرصة كبيرة بالنسبة للمغرب لتحقيق تطور كبير سواء بالنسبة للأشخاص أو المقاولات وذلك بفضل شبكة الألياف البصرية.
وابرز السيد خوجة المدير السابق في الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،أن الجيل الرابع (4 جي) المحمول والثابت يمكن أن يشكل “فرصة جيدة” للنهوض ببعض القطاعات وبصفة خاصة الصحة والتعليم.
وفي ما يتعلق بتطور قطاع الاتصالات بالمغرب فقد سجل السيد خوجة أن الاتصالات بالمملكة تعرف تطورا إيجابيا “حيث عرفت حظيرة الانترنيت المحمول خلال هذه السنة تسجيل تقدم سنوي بنسبة 70 في المائة ب 13 مليون مشترك إلى حدود فاتح أكتوبر 2015 مما يعكس أهمية إطلاق خدمات الجيل الرابع للاستجابة لحاجيات الطلب على الانترنيت المتنقل”.
ومن أجل الحفاظ على هذا التطور الإيجابي لقطاع الاتصالات بالمغرب فقد أوصى الخبير في قطاع الاتصالات بضرورة اتخاذ مجموعة من الإجراءات تتعلق بالخصوص بتسهيل ولوج الفاعلين في مجال الاتصالات إلى المواقع الإدارية وإلى مجال الجماعات المحلية والتشجيع على تقاسم البنيات التحتية، وتنمية مضمون ملائم وفي علاقة مع قطاعي التعليم والصحة.
وخلص السيد خوجة إلى أن المجهودات التي يقوم بها المغرب للنهوض بقطاع الاتصالات توجت مؤخرا بانتخاب الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات بالمغرب على رأس الشبكة الفرنكفونية لتقنين المواصلات لسنة 2016 وذلك خلال الاجتماع ال 13 السنوي لهذه الشبكة الذي انعقد ما بين 30 نونبر و 1 دجنبر 2014 ببال بسويسرا.