وزير أرجنتيني : نثمن عاليا الدور الريادي لجلالة الملك في خدمة التنمية المستدامة

0 597

نوه وزير البيئة والتنمية المستدامة الأرجنتيني، سيرخيو بيرغمان، بالدور الريادي الذي ما فتئ يضطلع به صاحب الجلالة الملك محمد السادس خدمة لقضايا التنمية المستدامة.

وأشاد بيرغمان، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، على هامش مشاركته في قمة المناخ “كوب 22” المتواصلة أشغالها إلى غاية 18 نونبر الجاري، بالدعم الذي يوليه جلالة الملك للقضايا البيئية ليس في المغرب فحسب، بل أيضا ضمن المحيط الاقليمي والدولي، مثمنا عاليا جهود جلالته في تفعيل خارطة الطريق الموضوعة من أجل حماية كوكب الارض.

وفي تقدير بيرغمان، الحاخام والكاتب، فإن “جلالة الملك، الذي يسير على نهج والده جلالة المغفور له الحسن الثاني، يعتبر زعيما يساهم بفعالية في تعزيز التقارب والحوار بين مختلف الثقافات والاديان”، مضيفا أن جلالة الملك يعد “مرجعا ليس فقط في القضايا ذات الارتباط بالبيئة فحسب، وإنما أيضا في كل ما يتعلق بأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة ضمن أهداف الالفية في أفق سنة 2030 والتي يتعين علينا جميعا الوفاء بها”.

ومضى قائلا “لا بد من تسليط الضوء على التحالفات الاستراتيجية الدولية التي تعتبر واحدة من بين مؤشرات التنمية المستدامة، حيث أن قمة “كوب 22” بمراكش تشكل “مثالا واضحا على أن المغرب يوجد في طليعة البلدان التي تعمل على التصدي للتغيرات المناخية”.

واعتبر أن المغرب يعد الفضاء الذي تشكل فيه التنمية الاقتصادية والتكنولوجية والتربية السبيل الامثل لضمان العيش في ظروف أفضل وبكرامة، مبرزا أهمية مشاريع الطاقات المتجددة المنجزة بالمغرب، خاصة مع وجود المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي الذي يتمتع بوضع دستوري.

وبعد أن أعرب عن سعادته للمشاركة في قمة مراكش بالمغرب، “البلد الرائع الذي أخذ على عاتقه التحدي الكبير المتمثل في استقبال الجميع في قمة المناخ في نسختها ال22″، أكد أن الارجنتين تشارك في المؤتمر بحماس كبير حاملة مساهمتها من أجل الحفاظ على البيت المشترك ألا وهو كوكب الارض.

وقال أيضا إن التواجد بمراكش والمشاركة في هذه المفاوضات التقنية، سبقته زيارة له إلى المغرب حيث شارك مطلع الشهر الجاري في “قمة الضمائر” حول التغيرات المناخية التي انعقدت بمدينة فاس، “العاصمة الروحية للمملكة ذات التقاليد العريقة التي تنهل من الهوية الافريقية والمتوسطية والعربية واليهودية والاندلسية”، مبرزا أن “المغرب حرص على ضمان ثقافة التعايش على الدوام، وضمنه دستوره”.

لقد طرحنا، يضيف بيرغمان، في قمة الضمائر، تحديات أخلاقية وأيضا تقنية، فالإنسانية تتوفر على الموارد التكنولوجية ولكن ما ينقصها هو القرار الاخلاقي حيث يمكن للتنمية المستدامة أن تضمن حقوق الانسان وولوج جميع ساكنة الكوكب إلى الماء الصالح للشرب وحماية البيئة، “لأنه عندما ندمر البيت المشترك فإننا ندمر الانسان، وجودة الحياة تأتي في المقام الاول بالنسبة لجميع ساكنة كوكب الارض دون تمييز على اعتبار أننا نمثل أسرة واحدة ألا وهي البشرية”.

وفي إطار علاقات التعاون القائمة بين المغرب والارجنتين في المجال البيئي، شدد الوزير الارجنتيني، على أهمية إبراز الدور الذي يقوم به المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في هذا السياق، خاصة بعد إطلاق مبادرات تعاون مهمة جدا وتتعلق أولاها بضم عدد من بلدان أمريكا اللاتينية (الارجنتين والاوروغواي والبرازيل والشيلي) إلى الشبكة التي يقودها المغرب والمتعلقة بالمراكز العلمية الوطنية والإقليمية المعنية بالبيئة وبالتغيرات المناخية.

واعتبر بيرغمان أن المغرب يعد بلدا رائدا على مستوى التحالف جنوب جنوب، مشيرا إلى أن الارجنتين والمملكة يمكنهما العمل معا من أجل تبادل الخبرات والممارسات الفضلى وأيضا تعزيز الثقافات القائمة على التعددية التي تحترم الوحدة.

وبالنسبة للمشاريع الكبرى التي أطلقها المغرب في مجال الطاقة المتجددة، سجل الوزير الأرجنتيني أن المملكة حققت “تقدما كبيرا مثيرا للإعجاب”، مبرزا أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال الطاقة ودور الوكالة المغربية للطاقة الشمسية.

ومن ناحية أخرى، أكد المسؤول الأرجنتيني أن بلاده دخلت مرحلة التغيير في السلوكات والسياسات العمومية لاسيما وأنها كانت من بين الدول الاوائل التي صادقت على اتفاق باريس في الامم المتحدة، و”اليوم جئنا إلى مراكش من أجل التأكيد على أن موقف الارجنتين بشأن التغيرات المناخية جدي وملتزم”.

وأوضح أن الارجنتين تسير على نهج السياسات التي ستغير جوهر التنمية، مذكرا، في هذا السياق، ببرنامج “رينوبار” (تجديد) المتعلق بالطاقات المتجددة والشمسية والريحية، وببرامج النقل العمومي الذي يستخدم الطاقة الكهربائية، وأيضا بمشروع منح المدن الارجنتينية علامة “مدينة مستدامة” بالإضافة إلى تغيير الممارسات الانتاجية من أجل حماية الغابات والمحميات الطبيعية الوطنية.

وخلص المسؤول الارجنتيني إلى القول إنه “يمكن الجزم بأن كوب 22 حققت النجاح على اعتبار أن البلدان التي حلت بمراكش حملت معها قناعة راسخة مفادها أنه لا يمكن، إطلاقا، التراجع إلى الوراء على مستوى هذا التوجه الذي وعت به البشرية، وإن بشكل متأخر وسيئ بالنظر للأضرار التي لحقت بالبيئة”.

“أعتقد أن القرار الذي ستمخض عن قمة مراكش سيكون قفزة نوعية بالنسبة للبشرية التي تلتئم على أرض المغرب ليس فقط من أجل الحوار ولكن من أجل السلام أيضا”، يقول بيرغمان.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.