بيان مراكش /هشام الدكاني
لايوجد على وجه الأرض إنسان بلا أخطاء ، ولكن يوجد عدد ليس قليلا من البشر يقعون في الخطأ إما عن قصد أو بمكابرة جعلتهم لا يتجنبون مسبباته .
فالمسؤول قائد ، وللقائد مواصفات ، ولا يمكن ٱختياره لمنصب أو لمسؤولية مالم يتمتع بالحد الأدنى من هذه المواصفات على الأقل ، إذاً نحن أمام أشخاص تحولوا فجأة إلى شيء آخر غير باقي البشر…!!!
فهناك مسؤول لم يحافظ على الأمانة ، ولم يراع ضميره في القيام بواجبات وظيفته ، وأقنع نفسه بأنه يملك العصا السحرية ، وبغطرسة كدرت العلاقة مع مرؤوسيه ونفرت المتعاملين معه من المواطنين…أصبح وحيداً ، وغير مقتنع بنفسه ويستشعر الفشل ويتمادى أكثر ، ويغرق أكثر فأكثر…
لذا ، عندما يُعفى أو يقال المسؤول الفاشل سواء في العمل الحكومي أو الخاص ، تكون هذه الإقالة إنقاذا من مصير سيئ ونهاية أسوأ من الواقع الإداري الذي تسبب به في وقت قصير ، فلا يوجد مسؤول واحد يسعده ترك المنصب ، لأن هناك نزعة سلطوية داخل النفس البشرية تدفعه للتشبث ، ويؤمل نفسه بأن ساعة واحدة إضافية على الكرسي قد تحقق له نجاحاً أو مجداً أو منفعة ، وأن قيمته الإجتماعية مرتبطة بالكرسي ، وبفقدانه سينزل إلى مرتبة العاديين والهامشيين!
والدرس الذي وجب أن يتعلمه كل مسؤول ، هو تذكر سيرة من سبقوه ، والتعرف على التجربة الإدارية لمنظومة عمله سواء كانت حكومية أو خاصة ، واستخلاص العبر ، ثم عليه أن يلتفت إلى بشريته والحياة الدنيا ، ويدرك أن الرسل وهم مكلفون من الله ومبعوثون منه سبحانه وتعالى ، ٱنتهت حياتهم كبشر ، ولم يخلدوا… فالعبرة توقظ العقل.