نقاش تلفزيوني بتونس يبرز المدى “الاستراتيجي” للسياسة الإفريقية للمغرب

0 555

أبرز المحللون المشاركون في برنامج تلفزيوني يحظى بمتابعة واسعة في تونس، المدى “الاستراتيجي” للسياسة الإفريقية للمغرب، والتي توجت مؤخرا بعودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي.

وهكذا، اختارت مريم بلقاضي المنشطة الشهيرة لبرنامج “24/7” على “الحوار التونسي” عنوان “المغرب الذي يقلع”، كتوطئة لنقاش حلقة من البرنامج حول اندماج المملكة مجددا في الاتحاد الإفريقي.

ففي حلقة البرنامج الذي يتابعه جمهور واسع، تم تقديم المغرب كقوة اقتصادية صاعدة في القارة، بفضل مقاربته القائمة على التقاسم والتضامن مع البلدان الإفريقية الأخرى.

وبناء على الأرقام والمعطيات المتعلقة بالمشاريع التي تقودها المملكة، خاصة الشراكات الطموحة مع إثيوبيا ونيجيريا في مجال الأسمدة، أبرزت القناة الروابط البشرية والروحية القوية جدا التي نسجها المغرب مع سكان جنوب الصحراء، بفضل الانخراط الشخصي لجلالة الملك محمد السادس.

وحرص حسن زرغوني مدير “سيكما للاستشارة”، مكتب الدراسات الذي يعمل في جميع بلدان شمال إفريقيا، على التوضيح أن “المغرب لم يغادر أبدا إفريقيا”، للدلالة على أن الجسور لم تنقطع أبدا مع القارة على مدى 33 سنة من الغياب عن المؤسسة الإفريقية.

وعكس ذلك، أشار إلى أن المقاولات والفاعلين الاقتصاديين المغاربة واصلوا “بنجاح” الانتشار في القارة خلال هذه الفترة، يشجعهم في ذلك ما تحظى به المملكة من استقرار ووضوح في الرؤية السياسية.

وأوضح زرغوني كيف واكبت السلطات العمومية المغربية، تحت قيادة جلالة الملك، بشكل “منهجي ونموذجي”، هذا الانتشار عبر تشجيع الأبناك وشركات التأمين الوطنية والفاعل التاريخي “اتصالات المغرب” على الاستقرار في إفريقيا، إلى جانب تعزيز شبكة الناقل الوطني “الخطوط المغربية المغربية، عبر رحلات تغطي معظم البلدان الإفريقية.

من جهته، أكد محمد بوغلاب، الصحفي المعروف في تونس، أن الازدهار الذي يعرفه المغرب “ليس ثمرة مصادفة بل تتويجا لمسار انطلق منذ عام 2000”.

وأبرز أن المملكة عرفت كيف تطور “رؤية استراتيجية” و”متعددة الأبعاد” في علاقاتها مع إفريقيا، مشددا على البعد “الروحي” الذي يضفيه جلالة الملك على هذا الرابط بصفته أمير المؤمنين.

وأشار بوغلاب إلى أن السياسة المغربية تمحورت حول خمسة مجالات رئيسية تتمثل في شبكة واسعة للسفارات في بلدان جنوب الصحراء، والدبلوماسية الروحية، والتبادلات الثقافية، والتعاون الأمني والاستثمارات.

ولفت محمد بوغلاب، المعروف بإتقانه فن الجدل، الانتباه إلى الرمزية التي اكتستها الزيارة الرسمية التي قام بها جلالة الملك محمد السادس لجنوب السودان، 24 ساعة بعد عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي، ورأى فيها “تجسيدا مثاليا لسياسة تواصل ناجعة وتحظى بتقدير كبير في القارة”.

وبالنسبة للمحلل شكيب درويش، فإن واقعية السياسة الإفريقية للمغرب مكنته من فرض نفسه كمركز بين القارة وبقية العالم، ولا سيما من خلال شراكات اقتصادية متنوعة وسياسة “صائبة” لتكوين الأطر الإفريقية.

وأبرز كيف عمل جلالة الملك بلا كلل على إعطاء بعد أكثر إنسانية لهذه الروابط، باختياره “المضي نحو الاتصال المباشر” مع السكان خلال زياراته العديدة لبلدان جنوب الصحراء.

من جانبه، أكد الصحفي لطفي لعماري على العمل العميق وطويل النفس الذي يقوم به المغرب في إفريقيا، مستفيدا من استقراره الداخلي الذي يغذيه نفس إصلاحي وبراعة اقتصادية.

وذكر بالإنجازات الكبرى التي حققتها المملكة على مدى السنوات الماضية، لا سيما في مجال البنيات التحتية، مستشهدا بنموذج طنجة المتوسط البنية العصرية للغاية التي تفرض الاحترام والتي أضحت من الآن فصاعدا جزءا من أكبر موانئ العالم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.