نعمان لحلو يختتم المهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية بحفل فني تألقت فيه الأغنية المغربية
أحيى الفنان نعمان لحلو، مساء أمس الأحد بالفضاء التاريخي (باب الماكينة) بفاس، حفلا فنيا اختتم به برنامج الدورة 12 للمهرجان الدولي للثقافة الأمازيغية واستعاد من خلاله ألق الأغنية المغربية في أصالتها وفرادتها.
وقدم الفنان نعمان لحلو، الذي استقبله الجمهور العريض الذي حج لباب الماكينة لتتبع هذا الحفل بزغاريد وتصفيقات حارة، باقة من أغاني ريبرتواره الفني ألهبت حماس الجمهور وجعلته يستعيد ألق الأغنية المغربية الأصيلة بما تزخر به من قيم ومعاني الحب والسلام وما تحفل به من إيقاعات غنية بشتى الألوان الموسيقية.
وخلال ذلك كله، كان الفنان نعمان لحلو منصتا لنبض جمهوره المتفاعل معه حب، مبادرا بين الفينة والأخرى إلى مبادلته نفس المشاعر، ومجددا التأكيد أثناء ذلك على عشقه لمدينة فاس التي قال إنها كانت ولا تزال ملتقى الثقافات والديانات والعيش المشترك.
كما استطاع بحرفية فنية عالية، خلال وصلته التي رافقه فيها المايسترو أحمد الشرقاني وفرقته الموسيقية، أن يسافر بجمهوره عبر دروب المدينة العتيقة وحاراتها مسترجعا الحنين إلى معالمها التاريخية وامكنتها المتفردة وسقاياتها وسحرها المتجدد، وذلك بأدائه لأغاني (فاس أرض مولاي إدريس) و (لمدينة لقديمة)، قبل أن يؤدي قطعا أخرى لاقت استحسان الجمهور ك (شفشاون يا النوارة) و (الله كبير ) وغيرها .
وإلى جانب الفنان نعمان لحلو شارك في الحفل الختامي لهذه التظاهرة الثقافية والفنية التي أضحت تقليدا سنويا للاحتفاء بالثقافة الأمازيغية بروافدها الفنية والفكرية مجموعة من الفنانين من بينهم إيقونة الموسيقى الأمازيغية صالح الباشا الذي اتحف الجمهور بمقاطع غنائية متنوعة، كما قدمت الفرقة الإيطالية (لا برينسا ديل غيكو ) وصلات فنية تتبعها الجمهور الحاضر الذي صفق باسترسال مستحسنا الأداء المتميز لهذه النخبة من الفنانين .
ويروم مهرجان فاس الدولي للثقافة الأمازيغية الذي دأب على تنظيمه “مركز جنوب شمال للدراسات والحوار بين الثقافات” و “جمعية فاس سايس” الاحتفاء بمختلف التعابير الفنية والدلالية للثقافة الأمازيغية وبكل مكوناتها الفكرية والفنية والإبداعية باعتبارها تشكل رافدا أساسيا من روافد الهوية المغربية.
وتسعى هذه التظاهرة الثقافية والفنية، التي نظمت بتعاون وتنسيق مع “مؤسسة روح فاس” وعدة شركاء آخرين تحت شعار “الأمازيغية وثقافات المتوسط .. من أجل التعايش”، إلى إبراز الأثر الايجابي للتعدد الثقافي في حوض البحر الأبيض المتوسط على التنمية الاجتماعية والثقافية والحفاظ على التراث مع التفكير في الوسائل الكفيلة بالرقي بثقافة الحوار والتضامن والتسامح.
وإلى جانب السهرات الفنية التي نظمت في إطار هذا الحدث الثقافي والفني الذي أضحى تقليدا سنويا للاحتفاء بالثقافة الأمازيغية في مختلف تمظهراتها، تم تنظيم مؤتمر دولي حول الأمازيغية وثقافات المتوسط، بمشاركة العديد من الخبراء والباحثين وبعض الكفاءات الوطنية والدولية التي لها اهتمام وازن بقضايا وإشكالات الثقافة الأمازيغية وارتباطاتها بثقافات المتوسط..
كما عرفت دورة هذه السنة من المهرجان، التي حضرها عدد من الباحثين والمفكرين والأكاديميين من المغرب والخارج، تنظيم عدة معارض من بينها معرض للكتب وآخر للمنتجات التقليدية والأعمال الفنية، إضافة إلى معرض خاص بالزربية الأمازيغية.