تحولت منطقة شارع محمد الخامس بحي جليز، القلب النابض لمدينة مراكش، إلى مسرح لممارسات مشينة يقوم بها أشخاص يفرضون أنفسهم كـ”حراس” للسيارات دون ترخيص، فيما يعرف بين الساكنة والزوار بـ“مول الجيلي”. هؤلاء حولوا الشارع العام إلى فضاء للابتزاز وفرض الأتاوات على المواطنين والسياح تحت ذرائع مختلفة.
ففي البداية، يعمد بعضهم إلى ادعاء حراسة السيارات مقابل مبالغ مالية غير محددة، تصل أحيانا إلى 50 درهما، قبل أن يبتكروا أساليب جديدة للابتزاز، من بينها تنظيف السيارات دون إذن أصحابها، ثم مطالبتهم بالدفع مقابل خدمة لم يطلبوها أصلا. وغالبا ما تتحول المواقف إلى مشادات كلامية حادة بين السائقين و”مول الجيلي”، تنتهي بتسليم المبلغ تجنبا للمشاكل أو لإضاعة الوقت.
وتشير شهادات متطابقة من مواطنين وسياح إلى أن هؤلاء الأشخاص يستغلون الفضاء العمومي كملكية خاصة، فيمارسون أنشطة غير مرخصة، ويلاحقون أصحاب السيارات وحتى الزوار الأجانب في محاولة لإجبارهم على الأداء. وتؤكد المصادر ذاتها أن هذه السلوكيات أصبحت تشوه جمالية المدينة وتسيء إلى سمعتها السياحية المعروفة عالميا.
وقد عبّر عدد من سكان وتجار المنطقة عن استيائهم من تفشي الظاهرة، مطالبين السلطات المحلية والأمنية بـتدخل صارم لوضع حد لهذه التصرفات غير القانونية التي تمس بالأمن والسكينة العامة وتزعج الزوار والمقيمين على حد سواء.
كما شدد مواطنون على ضرورة حمايتهم من ممارسات الابتزاز التي يتعرضون لها من طرف هؤلاء الأشخاص، مؤكدين أن تدخل السلطات أصبح أمرا ضروريا لإعادة الاعتبار للمدينة الحمراء ووجهها الحضاري الذي طالما تميزت به مراكش كوجهة سياحية عالمية تجمع بين الأصالة والتنظيم.