مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة يحتفي بالأغنية المغربية الشعبية

0 386

أحيت نجمة الأغنية الشعبية المغربية نجاة عتابو، أمس الأربعاء بساحة بوجلود، حفلا فنيا قدمت خلاله مجموعة من أغاني ريبرتوارها المتنوع والذي يمتح من الموروث الموسيقي والفني المغربي الأصيل.

وقدمت الفنانة نجاة عتابو خلال هذا الحفل، الذي احتضنه الفضاء التاريخي ( ساحة بوجلود ) في إطار احتفالية ( ليل المدينة ) الذي يشكل أحد مكونات مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة في دورته 22، مقطوعات من أغانيها التي رددها معها الجمهور الكبير الذي حضر هذا الحفل والذي قدرته مصادر من الجهات المنظمة بأكثر من 2000 متفرج .

ورغم البرد والظروف المناخية غير الملائمة فقد استطاعت الفنانة نجاة عتابو شد انتباه الجمهور ودفعته بمواويلها وأدائها المبهر إلى الانخراط في ترديد مقاطع من أغانيها بشكل جماعي ومسترسل والتفاعل مع الإيقاعات الفنية الشعبية التي تدعو إلى النظر بعين متفائلة إلى المستقبل .

وحسب المنظمين، فإن الفنانة نجاة عتابو تعد من الفنانات اللواتي استطعن من خلال أصواتهن القوية وأدائهن الشجي أن يساهمن في تطوير الأغنية الشعبية بالمغرب ويضمن استمراريتها كأحد روافد الموروث الموسيقي المغربي المتنوع، مشيرين إلى أنها ظلت طوال مسيرتها الفنية تراكم النجاح عبر أعمال إبداعية أعادت للأغنية الشعبية تألقها وتفردها .

وستتواصل الحفلات الفنية التي تقام بساحة ( باب بوجلود ) في إطار ( ليل المدينة ) عبر احتضان سهرات لفنانين كبار من المغرب والخارج .

ويسعى المنظمون من خلال برمجة سهرات فنية بهذا الفضاء التاريخي إلى إعادة الإشعاع لهذه الساحة التي تعد أحد المواقع التاريخية والأثرية العريقة بمدينة فاس والتي يعود تاريخها إلى العصر المرابطي وخضعت قبل ثلاث سنوات لعمليات ترميم واسعة حافظت على طابعها التقليدي كإحدى الساحات الكبرى المحاطة بالأسوار .

وخلال نفس الليلة، احتضنت دار عديل بالمدينة العتيقة حفلا فنيا أحيته الفنانة الإيرانية أريانا فافاداري التي تؤدي مقطوعات غنائية مستمدة من أشعار فارسية تعود إلى الماضي السحيق لهذه الحضارة .

وأدت هذه الفنانة بعض المقطوعات الغنائية المستوحاة من ( فن الزاراتوسترا ) الذي هو عبارة عن ترانيم كانت معروفة منذ القدم ببلاد فارس والتي حافظت على تقاليدها وتعبيراتها الفنية مجموعات بشرية لا تزال تعيش إلى الآن بإيران والهند .

ويواصل مهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة محاولاته لتمكين أكبر عدد ممكن من الجمهور من حضور الحفلات الفنية التي تقام في إطار هذه التظاهرة، وذلك من خلال برمجة سهرات فنية وأمسيات موسيقية بالمجان بعدة فضاءات بالمدينة كجنان السبيل ودار التازي ودار عديل وغيرها والتي يحييها فنانون عالميون وموسيقيون يفدون من مختلف دول العالم .

ويشكل مهرجان فاس للموسيقى العالمية الذي تنظمه مؤسسة ( روح فاس ) أحد التظاهرات الفنية الدولية الكبرى التي دأبت مدينة فاس على احتضانها سنويا والتي أضحت موعدا للاحتفاء بالمشترك بين بني البشر بعيدا عن اللون أو الدين أو اللغة .

ويعكس هذا الحدث الثقافي والفني بما يميزه من إقبال كبير من طرف الزوار والسياح الذين يفدون لحضور حفلاته ولقاءاته الفكرية من مختلف القارات، روح التسامح والانفتاح والسلم والتعايش بين الشعوب والثقافات والأديان التي ميزت على مر العصور تاريخ المملكة المغربية .

كما يساهم المهرجان الذي ستستمر حفلاته إلى غاية يوم السبت المقبل، في تكريس إشعاع العاصمة الروحية والعلمية للمملكة والاحتفاء بالأدوار التي لعبتها كملتقى للثقافات والديانات وكحاضنة لمختلف التقاليد والعادات العريقة التي طبعت الحضارة المغربية .

وتحتفي الدورة 22 من هذه التظاهرة الفنية والثقافية، التي تنظم تحت شعار ” نساء مشيدات “، ببعض النساء اللواتي بصمن تاريخ المغرب من خلال عمل إبداعي قدم خلال الحفل الافتتاحي واستعاد عبر لوحات إبداعية مجمل القيم التي دافعت عنها هؤلاء النسوة سواء في الماضي أو في الوقت الحاضر .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.