يشكل مهرجان “جوهرة” الدولي، الذي تحتضن فعالياته فضاءات مدينة الجديدة وأزمور والبير الجديد إلى غاية 12 غشت الجاري تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، جسرا يتيح لساكنة منطقة دكالة الولوج إلى الفن والثقافة بمختلف تعبيراتهما.
فكعادته كل سنة، يؤكد المهرجان مكانته كتظاهرة ثقافية وفنية متعددة الأبعاد، تجمع بين الموسيقى والفن والرياضة والثقافة والبرامج الترفيهية للأطفال، من خلال برمجة أنشطة متنوعة تجعل منطقة دكالة وجهة تستقطب أعدادا مهمة من الزوار.
فضمن الأجندة الفنية للمهرجان، يحتضن رواق عبد الكريم الخطيبي بالحي البرتغالي معرضا تشكيليا للرسام الشاب حمزة مخفي، من مجموعة شباب جمعية (فو دار)، يقدم من خلاله مجموعة أعمال تبرز قدراته الفنية والإبداعية.
وفي تصريح له بهذا الخصوص لوكالة المغرب العربي للأنباء، أبرز الفنان ورئيس الجمعية عبد الإله زخروف أن حمزة فنان عصامي، استطاع أن يترجم حبه للفن والألوان منذ نعومة أظافره إلى لوحات وإبداعات متميزة مكنته من المشاركة في العديد من مسابقات الفن التشكيلي، والتي حصل دائما فيها على المرتبة الأولى.
فيما يحتضن معرض الشعيبية طلال بالحي ذاته معرضا جماعيا لجمعية (فن السلام للإبداع والتنمية الثقافية) التي تترأسها الفنانة حماس غزلان، والتي تروم إبراز إبداع الشباب من خلال أنشطة فنية ومعارض فردية وجماعية، فضلا عن المشاركة في عدد من المنتديات والمهرجانات المحلية والوطنية.
وبالحي البرتغالي أيضا، نظم يوم تشكيلي بباب البحر، طيلة يوم أمس السبت، بشراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة الثقافة وجمعية (فو دار)، حيث كان الجمهور على موعد مع برنامج جذاب ومتنوع، شمل ورشات الطين للأطفال (السيراميك)، وورشات الزوار، وأخرى للشباب، ومعرضا في الهواء الطلق، وأنشطة في فن الخط العربي وعروض موسيقية تقليدية (الفلكلور المغربي).
ويهدف تنظيم هذا اليوم تحت شعار” تحدي جنوح الشباب من خلال جنون الألوان”، إلى تعزيز ممارسة الفن التشكيلي وتعميمه لجعله في متناول سكان الحي البرتغالي، وخاصة الأطفال، من أجل تحفيز إبداعهم.
ولمزيد من الفرجة والمتعة، تمت برمجة عرضين مسرحيين بكنيسة الحي البرتغالي وبفضاء باب البحر (يومي 11 و12غشت الجاري)، وهما مسرحية “الثالوث” و”أزليات الشاف عنترة”.
وبدعم من وزارة الثقافة والاتصال والمكتب الشريف للفوسفاط وبشراكة مع الجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية، تستمر فعاليات المكتبة الشاطئية بشاطئ دوفيل بالجديدة التي تنظم تحت شعار ” جائزة المغرب للكتاب 50 سنة من تتويج الرواية المغربية”.
وتقدم هذه المكتبة خدمات متنوعة لفائدة المصطافين، منها مئات الكتب للقراءة، وتنظيم أنشطة متعددة بقصد تحبيب القراءة وتعزيز الإبداع الأدبي.
كما أن مهرجان “جوهرة” لم يخلف موعده مع الأطفال، حين خصهم ببرنامج ترفيهي وتنشيطي يمتد طيلة أيام المهرجان بساحة النافورة بمنتجع سيدي بوزيد، ويتضمن عروضا ترفيهية ودمى متحركة ومسابقات في الغناء والرقص وعروض أزياء وكاريكاتير وورشات للرسم وغيرها من الأنشطة التي تلائم تطلعات هذه الفئة العمرية.
وفي تصريح له بالمناسبة للوكالة، أكد مدير المهرجان نبيل كرات أن نسخة هذه السنة تعد بتحقيق نجاح كبير بفعل دعم وانخراط الساكنة المحلية وكل الشركاء والمحتضنين.
وقال إن هذه التظاهرة، التي تنظمها جمعية دكالة، استطاعت أن تفرض نفسها مع توالي الدورات كحدث ثقافي متميز ضمن أجندة المهرجانات الوطنية، مضيفا أنه تظاهرة متعددة الأبعاد تجمع بين الموسيقى والثقافة والفن التشكيلي والمسرح والرياضة وفنون الشارع وعروض الأطفال.
واعتبر أن برنامج المهرجان يعكس بوضوح الهوية الجماعية للمملكة وما تتميز به من تعدد وتنوع ثقافي جدير بالتقدير والإعجاب.