بوناصر المصطفى
لم يلبث الوضع الاجتماعي والسياسي المتأزم بالمغرب وكذا دول مشابهة تعاني نفس التحديات، ان يصطدم بإشكالية فقدان التوازن في افق مشؤوم نتيجة تراكمات متعددة، نفسية، اجتماعية، سياسية اوقدت لهيبها تكنولوجيا المعلوميات بانتفاضة متوقعة من فاعل جديد في هذه المرحلة، او ما يطلق عليه الاعلام بجيل زيد له خصائص ديمغرافية متفردة، كتلة بشرية متشبعة بالمعلومات متكيفة بشكل اوسع مع التكنولوجيا نشأت في محيط ثورة رقمية! فكيف لن يكون مؤهلا للتوءمة مع التقنيات الحديثة؟ فبالرغم ان معرفته الاكاديمية محدودة، الا ان مهاراته الرقمية خارقة تتجاوز تلك الحدود التقليدية للمعرفة أو السلطة، بواسطة إعادة تدويرها وتعريفها عبر الإنترنت.
في ظل هذا السياق جاءت انتفاضة بطل الزمن الرقمي، تنتظر فقط الإشارة، اولا لاعتبار خصوصيته كجيل منفتح على العالم يكره الانتظار أكثر رفض للواقع، ميالة للتطلع أكثر ما يجعله عرضة لبيئة مضطربة وضغط نفسي تؤجج لديه مظاهر التوتر وحالات الاكتئاب. فهو جيل مرهف الوعي، صحيح انه لا يكترث لعامل الزمن لكنه متوجس من ضياعه، ونظرا لحساسيته المفرطة اتجاه رغباته فهو في حالة لجوء في عالم افتراضي يقضي اغلب اوقاته مع الاجهزة يعيش على المقارنة بين العوالم الأخرى وضعه الحقيقي
ثانيا كان العناد لوضع سياسي مزر وحكومة لا مسؤولة تصر على ترسيخ في الادهان ان الاتي أجمل السبب في تراكم ازمة شاملة لم تعد تطاق وضع اجتماعي انحصر في التردي لذلك كانت الحصيلة خروج تظاهرة سلمية ترفع شعارات مطلبية مشروعة لم تكن في الحاجة للاحتجاج لو لم تواجهها الحكومة واجهتها بالتعالي وغياب الحوار والتواصل.
كيف لحكومة تقليدية ان تتجاوب مع جيل رقمي؟
كيف يمكن قراءة افق اختل توازنه؟
اهم صفة اتسمت بها السياسات الموجهة في المغرب مع هذا الجيل بالتنكر وعدم الاصغاء لنبض الشارع وتكريس خطاب خشبي متنافر مع الواقع زاد من الشعور بالإقصاء المتعمد وبالتالي فقدان الامل في الغد.
هكذا تضاعف التردٍي في الخدمات الاجتماعية تضاعفت البطالة استحالت شروط العيش الكريم لتواجه الانتقادات بان الصمم، كلها عوامل ساهمت في تعزيز الشعور الخذلان لتدفع الشباب الى الانفجار
كانت لهذا الجيل قدرات هائلة في التواصل سهل لديه سرعة التعبئة والتنظيم لينجح في اخراج احتجاجات سلمية الى شوارع المدن في وثت قياسي يحمل شعارات مشروعة لم تكن هذه الانتفاضة الا للتحدير وإعادة التوازن، كما ان الحدث هو محاولة لإعادة الأفق وإعادة ترتيب العلاقة بين الدولة والمواطن، مطالب تؤكد على حق الإصرار في العيش بكرامة وضرورة الانصات والاشراك
في ظل هذا لأفق المختل فقد الجيل الثقة في جل المؤسسات بل حتى المستقبل ليتهم المسؤول الحكومي بتعمده فقدان الحوار معناه الحقيقي
للأسف لابد من الإقرار بان نسبة كبيرة من الشباب المحتج هي ممن عاشوا احداث 20 فبراير، أي ضحايا السياسات السابقة البرنامج الاستعجالي، وفرصة، مقاولاتي. فكانت بالنسبة لهم فرصة للإجهاز على هذه الانتفاضة السلمية بشكل غير مسؤول ادخل الاحتجاج في نفق مسدود.
من الضروري لكل مواطن مسؤول في هذه الحكومة او القادمة يستوعب جيدا انه درس في زمن جديد ووعي محكوم بضوابط تصرفيه الحقوق والواجبات القانونية كي توثق بالصورة والكلمة الموزونة، اكيد ان الحدث في حاجة لوضعه في سياقه الصحيح اذ لا يمكن اعتباره مجرد احتجاج لحظي، بل صرخة تندر بفترة جيل لابد ان يحسب له ألف حساب، والاعتراف به لن يكون الا بالإصغاء لنبضه، لان المستقبل لا تحكمه أفكار الماضي بل لغة الاشراك والحوار البناء.
# لماذا تصر الحكومة على تعطيل اليات التواصل والاشراك؟
#واي تحديات تمنع إرساء لغة تشاركية جديدة؟
#كيف يمكن لجيل ان يضمن استمرارية صرخاته في ظل هذا النزيف؟