مشاكل مقاطعة جيليز لا تعالج بضمادةواحدة
بعد تناولنا شذرات من مسرحية تراجيدية من تنظيم مجلس مقاطعة جيليز ، مسرحية وضعت بإخراج سيء ، رغم اختيار موضوع فضفاض ذي أهمية، يتناول الاعلام وعلاقته بالتنمية المجالية ، وأيضًا انتقاء مؤطرين من ذوي الاختصاص والتجربة ، ونقصد بذلك، الاستاذ
الإعلامي حسن بن منصور، والأستاذ عبد الله امهاه ، والدكتور حسن الراجي ، وهم من خيرة كفاءات مدينة مراكش
ولكن لمن – “تحكي زابورك يا داوود “-، فاللجنة المنظمة ارتأت ان تطرح موضوع الاعلام والتنمية المجالية دون أن تكلف نفسها عناء دعوة إسمية للصحافيين المهنيين الفاعلين في الساحة الإعلامية ، أو دعوة ممثلي وسائل الاعلام حتى يتسنى مناقشة الاشكالية المطروحة بشكل جدي،ومهني، وفي غياب عدد من المستشارين الذين توصل بعضهم بالدعوة قبل انعقاد الندوة بيوم او يومين ، ومنهم من لم يتوصل بها أصلا ، ولولا حضور بعض الطلبة الصحفيين استجابة لمؤطرهم ،لكانت القاعة شبه فارغة الا من بعض الفاعلين الجمعويين الذين اختلط على بعضهم الأمر وبدلا من يتقدموا بمقترحات تتجاوز المثبطات ، وتعمل على تقوية علاقة الإعلامي بالسياسي في إطار من الشفافية والوضوح والهدف المشترك الذي يتجسد في التنمية المجالية ، قام البعض بجلد الصحفيين ومحاكتهم ، وتعميم الأحكام ، والخلط بين الصحفي وبين المتطفلين على الصحافة ، وماسحي الأحذية. متجاهلين أن قطاع الصحافة من القطاعات المهنية التي يغط الطرف فيها عن منتحلي الصفة ، واصبح الباب المفتوح على مشراعيه، والمغري يستقطب من لا مهنة له ، ويعمل على إغراق القطاع الصحفي بالمتسولين وماسحي الأحذية، وحاملي الكاميرات والميكروفونات التي لا يظهر لنقلها أثر على المواقع الاخبارية، ولا يستبعد ان يكون نقلها للأحداث خدمة للجن والعرافات. وأن تقتصر تغطياتها على تغطية الأنشطة وتتبع المراسيم والحفلات دون تجاوز الخطوط المرسومة ، وبذلك يظل الصحفيون النزهاء في منأى عن” الخربيش، والخربشات ” مضطرين إلى الانزواء وأخذ مسافة بينهم وبين ما تعج به الساحة من تفاهات ومن ضحك على الدقون. ولا يعني ذلك انهم في دار غفلون ، وانهم يجهلون ما يجري داخل المقاطعة من مفاسد ، فهم يرون ذلك بعيون متفتحة وآذان صاغية ، وليس بضمادة واحدة.