تعتبر حرية الصحافة ركيزة أساسية للديمقراطية ، وهي تمكن المواطنين من الحصول على المعلومات اللازمة للمشاركة في الحياة العامة وٱتخاذ القرارات ، ومع ذلك تشهد بلادنا بشكل متزايد حالات ٱعتداء على الصحفيين ، خاصة أثناء تغطيتهم للأحداث السياسية المهمة مثل دورات المجالس وما إلى غير ذلك ، وهو الشيء الذي حصل ليلة أمس بجماعة سيد الزوين ، أثناء أشغال دورة أكتوبر ، حيث ثم الإعتداء على مصور صحفي تابع لجريدة «بيان مراكش» بشكل همجي من طرف أحد مستشاري الأصالة والمعاصرة ، الشيء الذي يسيء للحزب ، ليزيد الطين بلة..
مثل هذه الإعتداءات تمثل ٱنتهاكا صارخا لحقوق الإنسان ، وتؤثر سلبا على حرية التعبير وشفافية العملية السياسية.
✓أسباب الإعتداء على الصحفيين
– الضغوط السياسية:
يسعى بعض السياسيين إلى حماية صورتهم العامة وتجنب الإنتقادات ، وقد يلجأون إلى أساليب عنيفة أو تهديدية لإسكات الصحفيين الذين يتناولون قضايا حساسة.
– غياب الحماية القانونية:
غياب قوانين واضحة وعقوبات رادعة ضد الإعتداء على الصحفيين يشجع مرتكبي هذه الجرائم على الإفلات من العقاب ، مع معاودة الفعل!.
– الأجواء المتوترة:
خلال دورات المجالس ، تتزايد حدة التنافس السياسي وتنشأ أجواء من التوتر والعدائية ، مما يجعل الصحفيين أكثر عرضة للخطر!!!.
– عدم ٱحترام دور الصحافة:
يعتقد البعض أن الصحفيين هم مجرد أدوات للترويج لأجندات معينة ، وليس لديهم الحق في طرح الأسئلة الصعبة أو الكشف عن الحقائق.
✓أنواع الاعتداءات على الصحفيين
1/ الإعتداء الجسدي:
الضرب ، الركل ، التهديد بالأسلحة.
2/ الاعتداء اللفظي:
الشتائم ، التهديدات ، التحرش.
3/ الإعتداء على المعدات:
تكسير الكاميرات ( كما وقع ليلة أمس للزميل ، المصور الصحفي سعيد حمان) ، مصادرة الهواتف المحمولة.
4/ الإعتقال التعسفي:
ٱعتقال الصحفيين بدون مبرر قانوني.
5/ الرقابة والتشويش على البث المباشر:
منع الصحفيين من أداء عملهم بحرية.
✓تداعيات الاعتداء على الصحفيين
– تراجع حرية الصحافة:
يخلق مناخا من الخوف والترهيب يثني الصحفيين عن القيام بعملهم بحرية وموضوعية.
– تضليل الرأي العام:
يؤدي إلى نقص المعلومات الدقيقة والموثوقة ، مما يجعل من الصعب على المواطنين تقييم الأحداث وادٱتخاذ قرارات مستنيرة.
– تقويض الثقة في المؤسسات:
يضر بسمعة المؤسسات السياسية ويقلل من ثقة المواطنين فيها.
– ٱنتهاك سيادة القانون:
يشير إلى ضعف سيادة القانون وعدم ٱحترام حقوق الإنسان.
✓حلول مقترحة:
* تشديد العقوبات:
سن قوانين صارمة تعاقب مرتكبي الإعتداءات على الصحفيين ، وتوفير الحماية القانونية لهم أثناء أداء عملهم.
– تدريب قوات الأمن:
تدريب قوات الأمن على التعامل مع الصحفيين وٱحترام حقوقهم ، وتوفير حماية فعالة لهم أثناء تغطيتهم للأحداث.
توعية المجتمع:
تنظيم حملات توعية لتشجيع ٱحترام حرية الصحافة ودور الصحفيين في المجتمع.
– دعم المنظمات الصحفية:
دعم المنظمات الصحفية التي تعمل على حماية حقوق الصحفيين وتوفير الدعم القانوني لهم.
– تعزيز الشفافية:
تشجيع الشفافية في العمل السياسي وإتاحة الفرصة للصحفيين لطرح الأسئلة وتغطية الأحداث بحرية.
إن الإعتداء المستمر على الصحفيين يمثل تهديدا خطيرا للديمقراطية وحرية التعبير ، يجب على جميع الأطراف المعنية ، بما في ذلك الحكومات والسياسيين والصحفيين والمجتمع المدني ، العمل معا لوضع حد لهذه الممارسات غير المشروعة وحماية حقوق الصحفيين ، وإلا قانون الغاب.. سيصبح سيد الموقف!.
✍🏻 بقلم:
ذ.هشام الدكاني