مراكش تتطلع لتكون وجهة سياحية دولية بامتياز بفضل مشاريع برنامج “مراكش.. الحاضرة المتجددة”

0 1٬392

تتطلع مدينة مراكش سنة بعد أخرى إلى أن تكون وجهة سياحية دولية بامتياز وتتمكن من تعزيز مكانتها وسمعتها بين المدن العالمية الكبرى، وذلك بفضل المشاريع المتنوعة وذات القيمة المضافة التي تحتضنها المدينة الحمراء منذ سنة 2014 ضمن مشروع ” مراكش .. الحاضرة المتجددة”.

ومن شأن هذه المشاريع التي تهم جميع القطاعات، الرقي وتحسين البنية التحتية لمدينة مراكش الى المستوى المنشود والكفيل بمواكبة النمو الحضري والديمغرافي التي تشهده المنطقة، وهو ما سيساهم لا محالة في دعم مكانة مدينة النخيل، باعتبارها قطبا سياحيا عالميا والعمل على تقوية جاذبيتها في مختلف المجالات الحيوية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مما سيساهم في تطوير مؤشرات التنمية البشرية بها.

ويشمل هذا البرنامج، الذي رصدت له اعتمادات مالية تبلغ 3ر 6 مليار درهم ،على مدى أربع سنوات (2014-2017)، محاور تهم تثمين الموروث الثقافي، وتحسين التنقل الحضري، والاندماج الحضري، وترسيخ الحكامة الجيدة، والمحافظة على البيئة.

وفضلا عن هذه الاعتمادات، خصص مبلغ 25ر2 مليار درهم كاستثمارات مرتقبة في إطار المحور المتعلق ب “تحسين الاندماج الحضري”. وستوجه بشكل أساسي لإحداث بنيات صحية جديدة ومؤسسات تعليمية وفضاءات رياضية، إلى جانب تنمية الأحياء المهمشة.

وفي هذا الصدد، يعتبر تعزيز البنية التحتية السوسيو ثقافية لهذه المدينة، التي أصبحت تستقطب كل سنة العديد من التظاهرات، بما فيها المؤتمرات الوطنية والدولية سواء منها السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية أو الرياضية، فرصة هامة لجعل مراكش منارة يحتذى بها، خاصة على الصعيدين الافريقي والعالم العربي.

وفي هذا السياق، يشكل إعادة تأهيل العديد من المآثر التاريخية من ضمنها أسوار المدينة وأبوابها التاريخية وتأهيل ثلاثة أحياء بالمدينة العتيقة، فضلا عن إحداث مدينة للفنون الشعبية ومتحف للتراث اللامادي ومعهد موسيقي ومتحف الحضارة المغربية للماء، في إطار مشروع” مراكش الحاضرة المتجددة”، مكسبا مهما لهذه الجهة، خاصة بالنسبة للقطاع السياحي الذي يعتبر أهم الركائز للاقتصاد المحلي، الى جانب على الخصوص قطاعي الفلاحة والصناعة التقليدية.

يذكر أن هذا المشروع الكبير والواعد، الذي أعطى انطلاقته صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يهدف الى تهيئة وإعادة تأهيل العديد من الطرق وشارعي الحسن الثاني وكماسة، وترحيل المحطة الطرقية، ووضع نظام معلوماتي جديد لتنظيم السير والجولان، وتحسين ولوجيات الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.

ومن بين المحاور الرئيسية لمشروع “مراكش.. الحاضرة المتجددة”، الاندماج الحضري الذي يهم تهيئة المسالك السياحية بالمدينة العتيقة، والساحات العمومية الموجودة بها، وبناء مستشفيين عموميين، ومركزين صحيين، و18 مؤسسة تعليمية وتأهيل ثمانية أخرى.

ومن جهة أخرى، وفي إطار التنمية الشاملة التي تعرفها مدينة مراكش على غرار باقي المدن المغربية، يعد ورش تطوير مطار مراكش المنارة، المنتظر أن تنتهي الأشغال به قبل انعقاد المؤتمر العالمي للتغيرات المناخية ” كوب22″، والذي يروم مضاعفة الطاقة الاستيعابية للمطار بواقع مرتين، لتصل الى حوالي 9 ملايين مسافر في السنة، ركيزة أساسية للنهوض بقطاع السياحي وبالتالي المساهمة في خلق دينامية جديدة لدعم الاقتصاد بجهة مراكش – آسفي.

ويتوخى من هذا المشروع توسيع المطار لمواكبة النمو الذي يعرفه القطاع السياحي والنقل الجوي بجهة مراكش- آسفي، وتمكين المدينة الحمراء من مطار من مستوى عالمي، مطار يكون متكاملا من حيث الجمالية والمرافق والخدمات، وذلك في إطار مواكبة نمو القطاع السياحي الذي يعرفه المغرب وأيضا مواكبة سياسة الطيران المدني التي تهدف الى الرفع من القدرة الاستيعابية للمطارات ومضاعفتها في أفق 2025، و2035.

تجدر الإشارة الى أنه سيتم في إطار هذا المشروع بناء محطة جوية جديدة وإعادة تهيئة المحطة الجوية 1 الحالية، إضافة إلى بنياتها الأساسية والبنيات المرتبطة بها. وستزود المحطة الجوية الجديدة بأحدث التجهيزات التي تستجيب لأدق المعايير والمقاييس المعتمدة في مجال السلامة والأمن وجودة الخدمات، من بينها النظام الأوتوماتيكي لمعالجة الأمتعة، و6 قناطر تلسكوبيه، والمراقبة بالكاميرات ومراقبة الولوج، وتجهيزات المراقبة الأمنية، الى جانب المنارات الضوئية المحددة للمدرج، وإضاءة جهة المدرج وجهة المدينة.

وفي انتظار استكمال هذه المشاريع الشاملة والمتكاملة، التي تسير الأشغال بها، على قدم وساق لتكون جاهزة في الوقت المحدد لها، يبقى أمل الساكنة المحلية معقودا، للوقوف عن كثب على التطور الذي ستحدثه هذه الأوراش الكبرى في مختلف القطاعات عبر ، على الخصوص، خلق المزيد من فرص الشغل التي سيكون لها وقع إيجابي وكبير على القطاع الاجتماعي بالمنطقة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.