أيوب زهير: بيان مراكش
تعيش مدينة مراكش، الحاضرة السياحية العالمية، على وقع مشكل متزايد يهم الازدحام المروري الذي أصبح يشكل تحديًا كبيرًا أمام ساكنتها وزوارها على حد سواء. شوارع المدينة، خاصة في أوقات الذروة، تعرف اختناقات مرورية خانقة تُثقل كاهل المواطنين وتُعكر صفو الزوار الذين يقصدون المدينة الحمراء للاستمتاع بجمالها وسحرها.
تعود أسباب هذه الأزمة إلى التوسع العمراني السريع، وارتفاع عدد المركبات بشكل غير مسبوق، مع غياب حلول مستدامة كافية لتنظيم حركة المرور. ورغم بعض المبادرات التي اتخذتها السلطات المحلية، مثل توسيع بعض الطرق وتحسين الإشارات المرورية، إلا أن هذه الجهود لم تصل بعد إلى مستوى طموحات الساكنة.
يُطالب سكان مراكش بتدخل عاجل من الجهات المختصة لوضع خطة شاملة تهدف إلى تحسين البنية التحتية للمدينة وتعزيز وسائل النقل العمومي لتخفيف الضغط على الطرقات. ويقترح العديد من المهتمين اعتماد وسائل نقل صديقة للبيئة، كالحافلات الكهربائية والدراجات الهوائية، إلى جانب تشجيع سياسة العمل عن بعد للحد من حركة التنقل اليومية.
وعلى الرغم من هذه التحديات، تبقى مراكش مركزًا عالميًا للأحداث الثقافية والفنية. وضمن هذا السياق، انطلقت فعاليات مهرجان مراكش الدولي للسينما، الذي يُعتبر من أبرز المهرجانات السينمائية على الصعيد الإفريقي والعالمي. يجمع المهرجان كبار صناع السينما والمواهب الصاعدة، ما يعزز مكانة المدينة كوجهة ثقافية راقية.
الازدحام المروري قد يُلقي بظلاله على راحة الزوار والمشاركين في المهرجان، إلا أن الأمل يبقى معقودًا على استثمار السلطات المحلية في تحسين التنقل داخل المدينة، حتى تظل مراكش جوهرة مضيئة تجمع بين الحداثة والتراث.
ختامًا، تبقى مدينة مراكش في حاجة إلى رؤية متكاملة للتنمية الحضرية تجمع بين معالجة المشاكل اليومية والحفاظ على إشعاعها الثقافي. فهل سنرى قريبًا حلولاً تليق بمكانة المدينة الحمراء؟