السلام عليكَ، السلام عليكْ
السلام، وفي يدنا باقة الياسمينْ.
السلام عليك، فلستَ من الغائبينْ.
السلام، لأنك يا سيدي أولُ الحاضرينْ.
رغم عصف السنينْ
لايزال الخلودْ
آيةً فوق ذاكَ الجبينْ
السلام على قامةٍ ما انحنتْ
عندما ركعتْ جوقةُ الراكعينْ
السلامُ على صرخة علّمتْ قولَ: »لا«
أمَّة الرافضين
السلام على جمرةٍ
مانزال على نارها قابضينْ
السلام على فكرة لاتزال إذا ذُكِرتْ
تُفزِع الحاقدينْ
ما طوينا الكتابْ
صفحةً، صفحةً
لانزال لها حافظينْ
ما طوينا الكتابْ
كيف نطوي دماً
لانزال على هدره شاهدينْ؟
دمُه بيننا
كيف ننسى دما
كيف ننسى دم الرائعينْ؟
ما طوينا الكتاب
والسطور دمٌ خَطَّها خنجرُ الغادرينْ
قال لي: كيف حالُ البلادْ
آه ياسيدي…
إنه زمن تحْتَهُ جمرةٌ في الرمادْ
السياسةُ مثل الحشيشْ
والكلام المزوَّقُ إفكٌ
تعارَكَ تجّارُه في المزادْ
والحقيقةُ؟
آه يا سيدي!!
إنها مثل »هودٍ« أتى قومَ »عادْ«
من يخاف من الحق؟ قلت له
إنه الحق إنْ بانَ، بانتْ »سعادْ«
والصحابُ؟
أتسألني أين تلك الجيادْ؟
لاتزال جراحاتُ إخوةِ يوسفَ، غائرةٌ في الفؤادْ
الصحابُ؟
»فما أكثر الصَّحْبَ حين تعدُّ الصحابَ ولكنّهم…«
دخلوا الكهفَ ثم استطابوا الرقادْ
كان ينظر في قلق للأفقْ
ساد صمت فقلت له ما العملْ؟
قال لابد من صعقةٍ ضد هذا السوادْ
استدار ودقَّ بقبضته الطاولة، ثم صاحْ:
أيها الساكنونَ كهفَ هذا السكونْ
فاخرجوا لتروا
كم هي الشمس رائعةٌ عندما تخرجونْ
انهضوا أيها النائمونْ
قبل أن يذبُلَ الوردُ فوق الغصونْ
انهضوا قبل أن تترهل أرواحكُمْ
في الكراسي التي فوقها تجلِسونْ
أيها الصامتونْ…
لم يعد عندنا الصمتُ من ذهبٍ عندما تصمتونْ
في انتظار الذي قد يكونْ
في انتظار الذي ربما لن يكونْ
إن »گودو« بدا ساخرا في العيونْ
كدتُ من حزني أن أقول:
لستُ أعبدُ ما تعبدونْ
دمَعَتْ مقلتاه فقلت له
سيدي: رغم هذا الدجى
لانزال على دحره قادرينْ
لم نكن أبدا يائسينْ
إن كَبَتْ خيلُنا…
سوف تأتي خيولْ
وعلى صهواتِ الجيادْ
سنرى فتيةً رائعينْ
من تراب القرى
ودروب المدنْ
سنراهم غدا قادمينْ
*نشرت بجريدة الاتحاد الاشتراكي يوم 01 – نونبر -2011