أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج، أمس الأربعاء عقب وصوله إلى طرابلس، أن عمل حكومة الوفاق الوطني سينصب على بناء دولة المؤسسات والقانون بمشاركة كل الليبيين، ووقف إطلاق النار وسفك الدماء في كل أنحاء البلاد، وتوحيد جهود الليبيين لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).
وكان فايز السراج، الذي يقود في الوقت ذاته حكومة الوفاق الوطني المدعومة دوليا، قد وصل بحرا إلى طرابلس رفقة ستة من أعضاء المجلس التسعة، بينهم نائبا الرئيس أحمد معيتيق وموسى الكوني.
وقال السراج، في مؤتمر صحفي، إن حكومة الوفاق الوطني “جاءت للعمل مع أبناء الشعب الليبي وتوحيد صفوفهم” معلنا عن بدء “مرحلة جديدة من الحوار والتواصل الداخلي مع أبناء الشعب الليبي بكافة توجهاته” على أرضية الاتفاق السياسي المبرم بالصخيرات “وما يشمله من تطمينات وضمانات لكل الأطراف بشكل يضمن تحقيق مبادئ وأهداف ثورة 17 فبراير المجيدة”.
وأكد أن الحكومة بدأت بالفعل بالخطوات العملية اللازمة لتوحيد مؤسسات الدولة، خصوصا مصرف ليبيا المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط، وكذا “وضع الخطط والمعالجات الاقتصادية والمالية اللازمة لحل الأزمات الحالية ورفع المعاناة على المواطن البسيط”.
وأبرز رئيس المجلس الرئاسي أن الرهان “سيكون على سواعد الشباب لبناء الوطن والدفاع عنه وحفظ سيادته، مشددا على أن حكومة الوفاق ستلتزم “بتنفيذ الاتفاق السياسي الذي شارك فيه الليبيون وستعمل على توسيع دائرة المشاركة فيه، والحفاظ على ما جاء فيه من ثوابت وعلى رأسها الالتزام بأن الشريعة الإسلامية هي مصدر كل تشريع وكل ما يخالفها سيعد باطلا”.
وحاولت حكومة (الانقاذ الوطني) في طرابلس، غير المعترف بها دوليا، منع السراج وحكومته من دخول المدينة عبر وقف حركة الملاحة الجوية أكثر من مرة لمنع هبوط طائرة رئيس حكومة الوفاق في مطارها.
وأعلنت يوم الجمعة الماضي “حالة الطوارئ القصوى” في العاصمة بعد إعلان حكومة الوحدة الوطنية عن رغبتها في الانتقال قريبا إلى طرابلس.
وقد رأت حكومة الوفاق الوطني النور بموجب اتفاق سلام وقعه برلمانيون ليبيون في دجنبر الماضي بالصخيرات برعاية الأمم المتحدة، واختار تشكيلتها المجلس الرئاسي الليبي، وهو مجلس منبثق عن الاتفاق ذاته ويضم تسعة أعضاء يمثلون مناطق ليبية مختلفة.