لماذا استدعت سفيرها…!

0 1٬626

بيان مراكش / عزيز اتشيكيطو


طوال سنوات النزاع مع المغرب حول ملف الصحراء تدعي الجارة الشرقية باستمرار بأنها ليست طرفا في الصراع ، بل داعم لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره و أنها ضد الاحتلال المغربي لهذه الدولة الوهمية التي يصفها الجيش الجزائري بالمحتلة و طبعا هذه الأسطورة لا يصدقها عاقل داخل الجزائر أو خارجها ، فلولا تدخل جنرالاتها في هذا الملف لوجد طريقه إلى الحل منذ سنين خلت في إطار مغربي و لكن استدعاء لسفيرها في مدريد بعد مباركة إسبانيا الأخيرة و الواضحة لمبادرة الحكم الذاتي ينسف هذا الادعاء من الأساس و لسنين خلت ، و هل يمكن أن تجنح دولة ما إلى هذا الإجراء الدبلوماسي العدواني مع بلد آخر بسبب قضية هي ليست طرفا فيها !؟

أيقونة قضايا الاحتلال العالقة على المستوى الدولي منذ عقود هي القضية الفلسطينية ، حيث يقف خلف هذه القضية 22 بلدا عربيا و عشرات الدول المسلمة و الغير المسلمة عبر العالم ، من الصعب أن تجد بلدا يسحب سفيره من بلد آخر احتجاجا على الإختلافات في المواقف الدولية الكثيرة و الخطيرة التي كانت في غير صالح الفلسطينيين ، ليس آخرها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس قبل سنوات ، لأن أغلب الدول التي تدعم القضية الفلسطينية لا تعتبر نفسها طرفا في النزاع و إنما هي منحازة للشرعية تماما مثلما تدعي الجارة الشرقية ، و ما الذي يجعل بلدا مثل جارة الشؤم أكثر إنفصالية من الإنفصاليين أنفسهم !؟

الإنفصاليون الذين يعيشون خارج حدود السيادة المغربية ، هم داخل أكبر معسكر اعتقال في العصر الحديث ، و لو أتيحت لهم الفرصة لإيصال رأيهم للعالم يوما ما لطالبوا الجارة الشرقية قبل أن يطالبوا المغرب برفع يدها عن هذا الملف لأنها قد ضيعت بسبب أطماعها ثلاثة أجيال على الأقل من الصحراويين و تاجرت بمستقبل أبنائهم دون أي ثمن حقيقي على الأرض !؟

كما يمكننا القول حول التغيير الجديد القديم الداعم للطرح المغربي أن وراء موقف إسبانيا من مبادرة الحكم الذاتي الكثير من المصالح الراهنة مع المغرب ، منها وقف المغرب للترسيم الأحادي للحدود البحرية ، ملف المهاجرين ، سبتة و مليلية ، و ربما كان وراء ذلك أيضا غطاء لموقف أوروبي موحد بسبب رفض الجارة الشرقية ضخ المزيد من الغاز في الأسواق لتعويض الغاز الروسي و كذلك موقفها المريب من الحرب الأكرانية الروسية ، كل ذلك يقع ضمن المتغيرات السياسية الدولية و الاصطفافات التي تتحرك بسرعة قياسية بعد انحسار وباء كورونا ، و لكن الثابت الوحيد في الموضوع أن جارة الشؤم هي طاعون شمال افريقيا الأخطر و الذي يعطل أي تعاون حقيقي بين دول المنطقة ، و حين يدرك الشعب الجزائري الشقيق يوما بأن قضية الصحراء الغربية هي قضية أُعدت لكسر عظمه داخليا أكثر مما أُعدت للإستهلاك الخارجي ، ربما سيكون الأوان قد فات لتصحيح الوضع ؟!!

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.