أكد أستاذ بالثانوي التأهيلي في اتصال بالجريدة على أن نسبة 81,83 % المحققة هذه السنة للتلميذات والتلاميذ الذين حصلوا على شهادة البكالوريا لا تعكس المستوى الحقيقي لتلامذتنا، منوها بالمجهودات الجبارة التي يقوم بها الأساتذة، بالرغم من تعرضهم لمخاطر تفشي الفيروس القاتل.
وعزا الأستاذ تدني مستوى التلاميذ إلى توقف الدراسة ابتداء من شهر مارس 2020. والتدريس بالتناوب السنة الدراسية الحالية باعتماد الحضوري وعن بعد، وأسابيع من الإضرابات للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، مؤكدا على ان التساهل المبالغ فيه في إعطاء نقط عالية جدا في المراقبة المستمرة كان لها دور فعال في إمكانية نجاح تلميذ(ة) ضعيف(ة) المستوى، ما تعكسه النسبة المحققة.
وأدرج الأستاذ مثالا بسيطا للبرهنة عن الدور الذي تلعبه المراقبة المستمرة في الحصول على البكالوريا ولو بمستوى ضعيف جدا، وذلك لتلميذ(ة) حصل(ت) على 18 في المراقبة المستمرة و 10 في الجهوي و6 في الوطني:
المراقبة المستمرة = 100÷ (25×18)= 4,5
الجهوي = 100÷( 25×10) = 2,5
الوطني = 100÷(50×6) = 3
البكالوريا = 4,5 + 2,5+ 3 = 10
واستطرد الأستاذ قائلا إن أغلب التلميذات والتلاميذ حصلوا هذه السنة على نقطة ما بين 18 و 20 في المراقبة المستمرة وخصوصا بالتعليم الخاص، الشيء الذي يبرر نسبة النجاح 100/ 100 بالتعليم الخاص، وكذا نسب مرتفعة ببعض مؤسسات التعليم العمومي، ولو كان التلميذ ضعيفا، وكذا ارتفاع ملحوظ في الحصول على الميزة، وذلك يظهره التفاوت الكبير الملاحظ بين نقط المراقبة المستمرة والنقط المحصل عليها بالامتحانين الوطني والجهوي، في غياب مراقبة صارمة للمديريات الإقليمية والجهوية، مخافة تدني النتائج في ظل سباق محموم لتصدر رأس لائحة الترتيب الوطني من حيث الحصول على نتائج ممتازة، ولا ننكر وجود استثناءات لتلميذات وتلاميذ نجباء يعدون على رؤوس الأصابع، نقطهم مستحقة.
ومن الواضح يقول الأستاذ إن معدلات اغلب الناجحات والناجحين ستكون ما بين 10 و12 من عشرين، وهي معدلات لا تؤهلهم للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي ذات الاستقطاب المحدود.
ولقد اثار المشكل وزير التربية الوطنية المرحوم محمد الوفا، في وقت سابق، وكان يستعد لإلغاء نقط المراقبة المستمرة من احتساب معدل الحصول على البكالوريا وذلك لإضفاء المصداقية على هذه الشهادة الوطنية، لكن رفض بعض الجهات جعلته يؤجل القرار، وكانت قراراته الرصينة سببا في إعفائه بذرائع واهية، يضيف الأستاذ.
وكان قرار المرحوم الوفا صائبا، يستطرد الأستاذ، لسد الطريق على بعض المتلاعبين في نقط المراقبة المستمرة التي بالرغم من نسبة 25% المحتسبة، فإن لها دور كبير في نجاح تلميذ أو تلميذة لم يبذلوا أي جهد يذكر، باستثناء تسجيله(ها) بإحدى المؤسسات الخاصة، أو متابعة دروس خصوصية لدى بعض عديمي الضمير مما يضعف من قيمة شهادة البكالوريا المغربية وطنيا ودوليا.
وللإشارة بدأت بعض مؤسسات الاستقطاب المحدود بالتعليم العالي تنأى بنفسها عن إعطاء قيمة تذكر لنقط المراقبة المستمرة، ويكون الالتحاق بذات المؤسسات بناء على احتساب نقطتي الامتحانين الوطني بنسبة 75% و الجهوي 25%، الشيء الذي يؤكد عدم اعترافها بنقط المراقبة المستمرة.
فهل ستفكر وزارة التربية الوطنية في إلغاء نقط المراقبة المستمرة من حساب المعدل الوطني للحصول على شهادة البكالوريا من أجل إعادة الاعتبار لهذه الشهادة الوطنية؟
المقال السابق
قد يعجبك ايضا