نظم مجلس جهة الشرق، اليوم الثلاثاء، بمقر عمالة إقليم جرادة، لقاء تشاوريا حول برنامج التنمية بالجهة، يندرج في إطار سلسلة لقاءات تشاورية تنعقد بمختلف أقاليم الجهة لإعداد برنامج التنمية الجهوية برسم الفترة 2016-2021.
ويأتي هذا اللقاء في سياق تنفيذ المقتضيات المنصوص عليها في القانون التنظيمي المتعلق بالجهات، لا سيما في ما يتصل بإعداد برنامج التنمية الجهوية الذي يحدد، لمدة ست سنوات، الأعمال التنموية المقرر برمجتها أو إنجازها بتراب الجهة، اعتبارا لنوعيتها وتوطينها وكلفتها، وذلك لتحقيق التنمية المستدامة وفق منهج تشاركي.
وقال عامل إقليم جرادة، السيد مبروك ثابت، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اللقاء يتوخى التشاور وتقاسم الرؤى في أفق بلورة رؤية تنموية مندمجة لجهة الشرق، تعد بمثابة خارطة طريق ومرجعا رسميا في برمجة المشاريع والأنشطة ذات الأولوية المزمع إنجازها على صعيد أقاليم الجهة.
وأضاف أن البرنامج الجهوي للتنمية يتعين، بمقتضى القانون التنظيمي للجهات، أن يتضمن تشخيصا لحاجيات وإمكانيات الجهة وتحديدا لأولوياتها وتقييما لمواردها ونفقاتها التقديرية الخاصة بالسنوات الثلاث الأولى وأن يأخذ بعين الاعتبار مقاربة النوع.
وأكد أن تحقيق هذه الأهداف يقتضي إعداد تشخيص دقيق لواقع الحال لكل إقليم على حدة، وتحديد نقاط الضعف ونقاط القوة التي تميزه، ملحا، في هذا الصدد، على ضرورة تبني تشخيص يعرف بالموارد الطبيعية والبشرية لكل إقليم وبالدينامية المجالية والممارسات التدبيرية التي تمكن من تجاوز الإشكاليات التي تحد من تحقيق شروط التنمية.
من جهة أخرى، أبرز عامل إقليم جرادة حرص الإدارة الترابية بالإقليم، بالتعاون مع المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، على بلورة رؤية تنموية انطلاقا من تشخيص حقيقي للوضعية الراهنة، تستند في محاورها إلى الحاجيات الضرورية المعبر عنها من طرف الساكنة المحلية، بهدف تعزيز وتقوية البنيات التحتية والخدمات الأساسية ودعم برامج التأهيل الحضري لمدن الإقليم في إطار سياسة المدينة، وذلك بغية وضع خارطة طريق لتحقيق تنمية قائمة على الاستثمار الأمثل لموارد الإقليم.
من جهته، أكد النائب الثاني لمجلس جهة الشرق، السيد سعيد بعزيز، أن اللقاءات التشاورية التي يعقدها مجلس الجهة على صعيد الأقاليم تروم بلورة مخطط تنموي، ذي حمولة محلية يراعي خصوصيات كل إقليم وكل جماعة ترابية على حدة، وذلك لتحقيق التنمية المستدامة وفق منهج تشاركي.
وأكد أن تشخيص الحاجيات والإمكانيات وتحديد الأولويات، بتنسيق مع السلطات الإقليمية والجماعات الترابية، يعد أمرا أساسيا في إعداد برنامج تنمية جهة الشرق، الذي يتعين أن يواكب استراتيجية الدولة في هذا الصدد وأن يتناغم معها.
كما ألح السيد بعزيز على ضرورة مراعاة مقاربة النوع في بلورة برنامج تنمية الجهة، تماشيا مع ما نص عليه القانون التنظيمي للجهات، مؤكدا على ضرورة تضمين هذا البرنامج التزامات مجلس الجهة ومجالس الأقاليم ومجالس الجماعات الترابية، من أجل إعداد تصور موحد يقسم الالتزامات بين مختلف الجهات المعنية.
من جانبه، أكد رئيس مجلس إقليم جرادة، السيد محمد العبدلاوي، حرص المجلس على ملاءمة برامجه مع توجهات الجهوية المتقدمة في إطار فضاءات التشاور والتواصل بين الفاعلين المحليين، وكذا التعاون عبر إبرام اتفاقيات شراكة بين الأطراف المعنية على أساس برامج والتزامات واضحة.
وأضاف أن مسار المقاربات المعتمدة في إعداد برنامج التنمية لمجلس إقليم جرادة، انطلاقا من تحديد التحديات والإكراهات والفرص المتاحة، مكن الإقليم من بلورة تصور قادر على المساهمة في الاستجابة لمختلف التحديات الآنية والمستقبلية في مجال التنمية الاجتماعية.
حضر هذا اللقاء، على الخصوص، رؤساء وممثلون للمجالس الترابية بإقليم جرادة وأعضاء بمجلس جهة الشرق ورؤساء مصالح خارجية وممثلون لفعاليات المجتمع المدني وممثلون لمكتب دراسات مكلف بإعداد برنامج التنمية الجهوية وشخصيات أخرى.