✍️بقلم محمد خلوقي
⚽️⚽️⚽️⚽️⚽️⚽️⚽️⚽️⚽️⚽️
👈الشعوب العربية وهي تشاهد مباريات كرة القدم بقطر ، بشان التباري للفوز بكأس العالم ، يُلاحظ أنَّ جُلَّ المشاهدات العربية قد تجاوزت دوافع التمتع والفرجة والاستمتاع الى دوافع ومحفزات ذاتية او وطنية اوقومية، وخاصة حين تكون تلك المواجهة بين الفرقاء العربية او الافريقية مع فرقاء غربية ( من اروبا او آسيا او أمريكا ) فتشعر ان ذات المشاهد العربي او الافريقي تتحكم فيها بالقوة خلفيات نفسية ووجدانية وثقافية متشابكة منها المعلوم ، ومنها المكتوم ، ومنها حتى الملغوم ، ولعل ابرزها :
١- إحساس الذات بثقل الماضي وتعلقها به ، وإصرارها في كل مقام ان تسجل مطلبها الحيوي لإعادة اعتبارها وقيمتها الغابرة ، تلك المكانة التي طالما حِيكَت لها وحولها مؤامرات ، وإقصاءات من طرف ( الاخر) فابعدتها مخططاته عن معانقة نصيبه من المجد والعلا والتقدم، .
٢-رغبة (الذات )الجارفة والحارقة في تحقيق انتصار ( مادي او معنوي )يشفي غليلها ممن ألحقوا بها هزائم َمتوالية ً، أو إبراء نفسها من أسقام ِمركبات ِنقصٍ عديدة ومتوارثة ، ساهم هذا (الاخر )في إطالة نكساتها ، وتعميق جراحاتها فطال زمن الاحساس والاكتواء بها ، وصارت لها مظاهر ومسميات وتوصيفات متعددة مثل. الشعور بالدونية ، والضعف والهوان والخوف والشك ، وانعدام الثقةو…..
👈والمدهش ان حتى هذا (الاخر) ، بكل اشكاله ( فرقاءً ، او لاعبين ، او مسيِّرين ، او جمهورا ، او اعلاما )،يُلمس في تصريحاتهم العلنية او تخطيطاتهم الخفية ، الكثير من النيات والدوافع التي تتعدَّى هدف الرياضة اوالامتاع ، الى تسويق وترسيخ خطاب ثقافي ملغوم فيه الكثير من عناوين التعالي والتغطرس والتعاظم ، بحيث نلمس عند هذا (الاخر ) باشكاله المذكورة أقوالا وسلوكات من أنانيته الاقصائية ، ومن نَفَسِه المشبع باحساس التفوق والتشامخ ، والرغبة الشرسة في إقصاء وإبادة نوعية من الفرقاء العربية او الافريقية التي صارت تنافسهم في مقاعد التتويج والتميز .
👈هذا هو المشهد الخفي و غير المعلن ،في التباري لنيل كأس العالم في لعبة كرة القدم ، فكل فريق يَسْتَعِدّ ويعتد ّبما يعتقد ، وجماهيره من ورائه تتابع وتترقب ، فتفخر ، او تستاء ، او تتعجب ..
نعم ظاهر الساحة هو فرقاء تتبارى وتلعب ، لكن باطنها هي ثقافات وعادات وقيم وحضارات تتدافع وتتصارع وتتجاذب .
👈واعتقد ان من واجب المربين الاخيار ، ومن رسالة أهل الاعلام والمثقفين الاحرار ، ان يرسخوا في المتلقي ( على اختلاف أعراقه وثقافاته )غايات التمتع العفيف ، والتعارف النظيف ، والتقارب والاحترام اللطيف ، وعدم تحميل لعبة الاقدام ما يراود الاقزام من أوهام او أحلام تزهق الاذهان وترهق الابدان .
فالتظاهرة فيها فرقاء كروية جاءت للتباري ، وان المجتمع الدولي طور هذه الآلية الرياضية لاشاعة التلاقي والتعارف بين الشعوب والامم ، بدل التنافر والتطاحن ، او اشاعة العصبيات والنعرات العرقية ،فأحسن فريق هو من عانق الفوز الممتع ، والتباري المشرف والمقنع ، في معزل عن مثل هذه التطاحنات والمزايدات السياسية والايديولوجية والثقافية.
فالخالق سبحانه يقول في كتابه المحكم في سورة الحجرات اية.13 (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ).فالتعارف اذن هو سبب من أسباب خلقه سبحانه للناس ، ، وعلة التعارف منطقيا تقتضي التقارب والاطلاع والانفتاح على ثقافة الاخر في مجالات حياته وعيشه من : فكر ، وعلم ،وعادات وتقاليد وطبخ و،فن ورياضة ، ولباس وموسيقى و…، وتبادل هذه الانواع الثقافية من شأنها ان تقوي وتحقق روابط التعايش والسلم ، وان تنبذ فكر وسلوك التصارع والتقاتل ..
ولهذا لا يجب ان نُشوِّه ما جمَّلته الرياضة ، او نقْتل ما أحْيَتْه تظاهرات كرة القدم .
بقلم ✍️محمد خلوقي