كلمة عن فنان الجماهير والسخريةوالمنقذ من الشعور السلبي محمد لكريمي.

0 660

أضحكني كثيرا في لحظات حزن جمة وأنقذني من تلك الأحاسيس السلبية ولكنه الآن يبكيني حزنا… لا أعرفه، لم يسبق لي أن التقيته، ولم أتوفر أبدا على رقم هاتفه… كان أحيانا كثيرة يعذبني من شدة الضحك.. أعدت بعض “حْلْقاتِه” مرارا وتكرارا وكنت كل مرة أضحك… أضحك واحلل كلامه وملامحه وحركاته وذكاءه كرجل لم يدرس لا مسرح ولا فلسفة ولا علوم ولا أي شيء… رجل لم يكتب نصا في حياته لأنه امي وكان كل مرة يصنع من “مواضيع طارئة حوله” أعجوبة سخرية لاذعة… كان يقول حكما ولكنا تعودنا أن لا نثق بالحكم والمقولات العظيمة إلا إذا جاءت على ألسن الفلاسفقة والكتاب والمثقفين رغم أن فلسفة المتمرس بالحياة كل يوم وكل لحظة أعمق مليون مرة… أنا أبكيك يا الكرايمي الآن.. أقسم أن دموعي تنزل وأنا أكتب هذه الكلمات لأنك أسعدتني كثيرا وطويلا وأنقذتني من لحظات اكتئاب دون أن تحصل مني على درهم واحد أو فائدة واحدة… رجل يرتجل الكوميديا على الدوام ويعتمد على بدهيته في قراءة الواقع من حوله والسخرية منه وامتلاك ذلك الحس العالي من “أخلاق الإنسانية رغم اميته”… هذا أنا مدين له بالكثير من “السعادة” والضحك وكثيرون عاشوا نفس تجربتي مع هذا النوع من الكوميديا (المنسية) وأقل ما يمكن أن نفعله هو “أسرته”.. زوجته وأبناءه والذين لم يكن لهم من مصدر رزق إلا كلماته… فكاهته… وكما قال هو نفسه وهو يثبت أمام جمهور ذات مرة أن الهدرة ماكاتشري خضرة مقولة خاطئة حيت هو ماكايبعش النفاخات… كان يصرف على أسرته من “الهدرة” والآن وقد مات فلنفعل شيئا من أجل أسرته لعل جمهور “الفنانين” يلتفتون إلى هذا فاجعة هذا الفنان المبدع المنسي على الهامش…

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.