“كام تو ماي هوم” تناقش بدكار تحديات القارة الإفريقية من أجل مستقبل واعد

0 472

أكد المشاركون في لقاء نظم اليوم الثلاثاء بدكار، أن القارة الإفريقية ينتظرها مستقبل واعد من دون شك، شرط رفع عدد من التحديات التي تواجهها، ولا سيما على المستوى الأمني والاقتصادي والطافي.

وأبرز المتدخلون في هذا اللقاء الذي نظم في إطار الدورة السابعة لتظاهرة (كام تو ماي هوم)، وحضره سفير المملكة بدكار، السيد طالب برادة، أن إفريقيا مدعوة لأخذ زمام المبادرة ورسم مسارها ومصيرها ذاتيا بعيدا عن منطق المساعدات الخارجية والصور النمطية السلبية التي تلاحقها عسفا في كثير من الأحيان.

وأكد إدريس العلوي المدغري، رئيس مؤسسة ثقافات العالم (الجهة المنظمة)، في مداخلة بالمناسبة، ضرورة وعي الأفارقة بالرهانات التي تواجههم في طريقهم نحو المستقبل، سواء منها الأمنية أو الاقتصادية أو الجيوبوليتيكية، بل وحتى الرهانات التكنولوجية والبيئية التي أصبحت محددا من محددات مستقبل الأمم.

وشدد العلوي المدغري أيضا على أنه من الضروري، بالنسبة لإفريقيا، أن تبرز فيها نخب سياسية تغلب المصلحة العامة وتكون قادرة على مواجهة هذه التحديات، معتبرا أن الثقافة بدورها تشكل رافعة للتنمية باعتبارها أداة لإشاعة قيم السلم والتنوع والتنوير ومواجهة الظلامية ومآسي الحروب.

بدورها، أكدت الوزيرة ممثلة رئيس جمهورية السنغال بالمنظمة الدولية للفرنكفونية، السيدة باندا امبو، ضرورة توفر إفريقيا على نخب قادرة على رفع التحديات، التي تتمثل أساسا في النهوض بالتعليم، وتحقيق الأمن الغذائي والطاقي بالقارة.

وقالت السيدة امبو “إن المدرسة يجب أن تكون في صلب جميع انشغالاتنا وفي صلب مسارنا الديمقراطي.. فمن دون نخب مكونة جيدا سيكون صعبا ان نثبت حضورنا أمام العالم”، مشيرة أيضا إلى إشكالية الأمن الغذائي الذي “يؤثر غيابه على التعايش السلمي للساكنة”، والسعي لتحقيق استقلال طاقي والانتقال من اقتصاد قائم على تصدير المواد الاولية إلى اقتصاد تصنيعي.

وأضافت المسؤولة إن على إفريقيا أن تفكر في حلول لمشاكلها بمبادراتها الذاتية وعدم انتظار الاخرين لفرض توجهاتهم عليها، داعية في هذا الصدد إلى إحداث مجموعة تفكير مغربية سنغالية لبلورة رؤية تساهم في تحقيق هذا الهدف.

أما رئيسة جمعية “قلب المرأة”، الطبيبة الحراجة، رجاء أغزادي، فتوقفت بالخصوص عند التحديات الصحية التي تواجه إفريقيا، والمتمثلة أساسا في عدم التوفر على بنيات تحتية صحية ملائمة، ونقل التكنولوجيا الطبية من الشمال إلى الجنوب، وهجرة الكفاءات الطبية وشبه الطبية.

وأشارت أغزادي إلى أنه إذا تمكنت إفريقيا من تحسين أداء قطاع الصحة والرفع من أمد حياة ساكنتها بنسبة 10 في المائة فقط، فإن معدل نمو الناتج الداخلي الخام سيزيد بنسبة 4ر0 في المائة. وخلصت المتحدثة إلى التأكيد على ضرورة تعزيز المقاربة الوقائية لأن “مستقبل إفريقيا يمر بالضرورة عبر مواطن في صحة جيدة”.

من جهته، أكد منسق المنتدى الاجتماعي السنغالي، مينيان ضيوف، أن إفريقيا ينتظرها بالفعل مستقبل واعد، وهو ما يبرزه الاهتمام الصيني والتركي والأوروبي بالاستثمار في القارة وعقد شراكات معها، مبرزا عددا من المؤشرات التي تؤكد هذا المعطى، ومن ضمنها كون 50 بالمائة من ساكنة إفريقيا تقل أعمارها عن 18 سنة، وكون 70 في المائة الاراضي الصالحة للزراعة في العالم توجد بها.

ودعا ضيوف في المقابل إلى مواجهة الصور النمطية التي يحاول البعض من خلالها تصوير القارة الإفريقية على أنها قارة بدون مستقبل. وشدد على ضرورة اعتماد حكامة تمكن الأفارقة من الأخذ بزمام أمورهم، وتحقيق تنميتهم بشكل ذاتي، قبل أن يخلص إلى أن “العقد المقبل سيكون عقد إفريقيا”.

من جهته، توقف المدير بالمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، السيد عبد الصمد صدوق، عند التحدي الطاقي الذي يواجه القارة الإفريقية والذي يكلفها عدم رفعه غاليا، مشيرا، نقلا عن إحصائيات للوكالة الدولية للطاقة ، إلى أن التكلفة المضاعفة للكهرباء بإفريقيا جنوب الصحراء مقارنة مع الدول الأخرى.

وأضاف أن إفريقيا محتاجة لاستثمار 240 مليار دولار في أفق سنة 2040 فقط لتحقق “أهدافا متواضعة” في ما يتعلق بالولوج للكهرباء، داعيا في المقابل إلى الاستفادة من التجارب الرائدة لبعض دول القارة في مجال الطاقة، ومن ضمنها التجربة المغربية التي تعد تجربة رائدة في مجال الطاقة الشمسية والريحية.

يشار إلى أن فعاليات الدورة السابعة للمهرجان الثقافي والفني (كام تو ماي هوم) “تعال إلى بيتي”، انطلقت أمس الاثنين تحت شعار “سفر إلى بلاد الباوباب”.

ويشمل برنامج هذه الدورة تنظيم أمسيات شعرية وموسيقية، ولقاءات توقيع كتب لكتاب مغاربة، ومعرض للفنون التشكيلية تحت عنوان “حلم إفريقيا”، وورشات للأطفال.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.