قلعة مكونة .. مدينة الخناجر التي تهدي زوارها قلوبا و أكاليل من الورد الدمشقي
“تغرمت ن إ م ݣ ون ” او قلعة مكونة مدينة الخناجر والقصبات المنتشرة على ضفتي نهري دادس ومكون، تستقبل زوارها من سياح وطنيين وأجانب بقلوب وأكاليل من الورد الدمشقي..هدايا لذكرى مهرجانها السنوي.
على طول جنبات الطريق الوطنية رقم 10 الى قلعة مكونة وبمناسبة الاحتفال بمهرجان الورود الذي بلغ هذه السنة دورته ال 54 يستقبلك اطفال في عمر الزهور يتأبطون قلوبا وأكاليل من الورد الدمشقي. . يلوحون ببضاعتهم التي ظلت وفية لطقوس احتفالية اكتسبت صيتا وطنيا ودوليا بوصفها تعبيرا عن تراث لامادي عريق، ترتبط بأجواء موسم قطف الورود التي تعطر فضاءات المنطقة.
أطفال فضلوا استغلال موسم الاحتفال بماجادت به بيئتهم والتعويا على أنفسهم والبحث عن بعض المال بكد جبينهم في التفنن في صناعة أكاليل الورد في قوالب جميلة تجذب سياح و زوار المنطقة. بأحلامهم البسيطة واجسادهم الصغيرة يعمل العديد من الاطفال بائعي الورود أطباقا و قوالب نضد بها ذلك النوع من الورود التي تفوح رائحتها كلما اقترب منك أحد هؤلاء الصبية.
ادريس الطفل الذي يدرس بالمستوى ابتدائي يحكي في عفوية وتلقائية أنه ينزل كل يوم رفقة اصدقائه لبيع ما استطاع صناعته من الورد الذي يقطفه خلسة من الحقول المجاورة للطريق فيرى في بيع اكاليل الورود توفيرا لبعض المال يسد به حاجياته الشخصية و المدرسية.
أما أحمد الطفل ذو العشر سنين فيتحين فرصة توقف السيارات العابرة للمدينة ليعرض بضاعته عله يقنع احدهم باقتناء بعض الورود والاستمتاع برائحتها.
أمضي وقت الفراغ، يقول أحمد، في بيع تلك الورود متجولا بين السيارات التي يتوقف اصحابها لأخذ قسط من الراحة استعطفهم حينا وأتودد اليهم احيانا أخرى حتى أبيع لهم بضاعتي.
ويرى ابراهيم، 14 سنة، الذي لم يستكمل دراسته الابتدائية بسبب هشاشة وضعية عائلته ان بيع الورود اصبح بالنسبة له مهنة موسمية يتدبر بها أمور الحياة ومنها يحصل على لقمة العيش فهي تدر عليه ما يكفيه لسد حاجياته اليومية.
يذكر ان الغلاف المالي المخصص،في إطار مخطط المغرب الأخضر، لتطوير إنتاج سلسلة الورد العطري لقلعة مكونة، وتحسين جودة هذا المنتوج الزراعي بلغ ما مجموعه 22.64 مليون درهم.
وحسب تقرير للمكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات أن تطوير وتثمين إنتاج الورد العطري يشمل إطلاق عدة عمليات في مقدمتها التهيئة الهيدروفلاحية التي رصد لها مبلغ مالي بقيمة 10.3 ملايين درهم، و ستشمل هذه العملية مسافة تصل الى 9.8 كيلومتر طولي، حيث يستغل غالبية المزارعين في قلعة مكونة أغراس الورد العطري كحاجز لوقاية المزروعات المعيشية من قوة الرياح.
وتشمل هذه العمليات أيضا رصد مبلغ بقيمة 7.1 مليون درهم، لتحويل 118 هكتارا من الأراضي المشمولة بهذه الزراعة من السقي بالطريقة التقليدية إلى السقي بالتنقيط، إلى جانب تنظيم دورات تكوينية لفائدة الفلاحين قصد تأهيلهم لمواكبة عملية تطوير وتحسين جودة الورد العطري،حيث رصد لبرنامج التكوين 130 ألف درهم.
كما تتضمن هذه العمليات إنشاء 6 وحدات لتثمين الورود، ستكلف استثمارا ماليا بقيمة 5 ملايين درهم، فضلا عن إنجاز دراسة تخص المواصفات النباتية لهذا المنتوج الزراعي.
وحسب المصدر ذاته، فإن المحور الثاني من عملية التطوير والتثمين يهم الرقي بالإطار المؤسساتي لسلسة الورود والذي خصص له مبلغ مالي بقيمة 520 ألف درهم، وتشمل تطوير كفاءة التنظيمات المهنية ( 250 ألف درهم)، ومواكبة التعاونيات للحصول على العلامة التجارية لماء الورد ( أ،أو،بي).
وضمن هذا المحور يندرج إنشاء مؤسسة”دار الورد” التي يجري تشييدها، والتي ستكلف استثمارا ماليا بقيمة 7 ملايين درهم، حيث سيتكفل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي لورزازات بتوفير مليوني درهم من هذا الغلاف المالي، وهو نفس المبلغ الذي ستساهم به الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان لإنجاز هذا المشروع.
أما المحور الثالث ضمن هذا المشروع المتعلق بتطوير سلسلة الورد العطري في إطار مخطط المغرب الأخضر، والذي خصص له غلاف مالي بقيمة 4،7 مليون درهم، فيشمل تحسين شروط تثمين وتسويق مشتقات الورد العطري، وذلك عن طريق المشاركة في المعارض والحضور في مختلف التظاهرات الترويجية، إلى جانب تقديم الدعم لفيدرالية إنتاج الورد العطري للحصول على مؤشرين لكل من الورد الطري، وماء الورد.