تعتبر ظاهرة «قطيعية الجماهير» إحدى أبرز التحديات التي تواجه المجتمعات المعاصرة ، فهي تشير إلى ميل الأفراد إلى ٱتباع الجماهير وتبني آراءها وسلوكياتها بشكل أعمى ، دون تفكير نقدي أو تحليل مستقل ، وذلك راجع لأسباب عدة ، منها:
✓الخوف من الٱنعزال:
يدفع الخوف من الإختلاف والٱنعزال الأفراد إلى الإنسياق وراء الجماهير ، سعيا للقبول والإنتماء.
✓تأثير وسائل الإعلام:
تلعب وسائل الإعلام دورا حاسما في تشكيل الرأي العام وتوجيه السلوك الجماعي ، مما يعزز ظاهرة القطيعية.
✓القيادة الكاريزمية:
يمكن للزعماء الكاريزماتيين ٱستغلال الحاجة إلى القيادة وتوجيه الجماهير لتحقيق مصالحهم الخاصة.
✓ضعف التعليم:
يؤدي ضعف مستوى التعليم إلى تراجع القدرة على التفكير النقدي وتقييم المعلومات بشكل موضوعي.
إن هذه الظاهرة المشؤومة لها عدة آثار جانبية ، أهمها:
– تراجع الديمقراطية:
تسهل قطيعية الجماهير صعود الأنظمة الإستبدادية وتقويض المبادئ الديمقراطية.
– تدهور الحياة العامة:
تؤدي إلى ٱنتشار الشائعات والأخبار الزائفة وتقويض الثقة في المؤسسات العامة.
– عرقلة التنمية:
تعيق «قطيعية الجماهير» التغيير الإيجابي وتمنع المجتمع من تحقيق طموحاته.
لأجل ذلك ، يجب المواجهة.. ومن بعض السبل:
√ تعزيز التعليم:
يجب التركيز على تعليم النقد والتفكير الإبداعي وتشجيع الطلاب على طرح الأسئلة.
√ دعم وسائل الإعلام المستقلة:
يجب حماية حرية الصحافة وتشجيع تعددية الآراء.
√ مشاركة المواطنين:
يجب تشجيع المشاركة السياسية والمجتمعية وتعزيز الوعي بحقوق المواطنة.
√ بناء مجتمع مدني قوي:
يجب دعم المؤسسات المدنية والجمعيات الأهلية التي تساهم في تعزيز الحوار والتسامح.
لذا ، تعتبر ظاهرة «قطيعية الجماهير» تحديا كبيرا يهدد ٱستقرار المجتمعات وتقدمها.
ولمواجهة هذه الظاهرة ، يجب علينا جميعا العمل على تعزيز الوعي ، وتشجيع التفكير النقدي ، ودعم المبادرات التي تساهم في بناء مجتمعات أكثر وعيا وتسامحا ، كله من أجل رد الإعتبار والكرامة لعامة الشعب.
وإلا ، فراع وعصا وكلب.. تكفي لقيادة قطيع من الغنم.
بقلم: ذ.هشام الدكاني