قصائد للشاعر الإيرلندي الكبير ويليام بتلير ييتس

0 1٬951

1 -وردة المعركة ..
—————-

وردة سهل الورود ..وردة العالم كله
يا أشرعة نسيج الفكر الطويلة
تلك المنشورة خفاقة فوق مد الساعات
أربكت الهواء ..
فقرع جرس الله من أجل عناية الماء ..
وقد سكن من خوف أو ضج بأمل
وردة كل الورود ..وردة العالم !..
أنت أيضا جئت من حيث الأمواج المعتمة تتسارع
متتالية على أرصفة الأسى
ولنسمع الجرس ..داعيا أيانا ..نسمع ذالك الشيء البعيد الحلو .
الجمال يحزن بخلوده
المصنوع منا ومن البحر الرمادي القاتم
سفننا الطويلات ..تفقد أشرعتها التي من نسيج الفكر
وتنظر
لأن الله أراد لها أن تشارك بقدر مساو
وحينما دحرت أخيرا في حروبه
غادرت نازلة تحت النجوم البيضاء نفسها
ولن نسمع بعد قلوبنا الحزينة
تصرخ صرختها الصغيرة
وتبقى لاتموت ولاتحيا .

2 – أيلول 1913
————————–

أي حاجة لكم بعد وقد عدتم للعقل
غير أن تجسوا خزانتكم المزينة
وتضيفوا نصف البنس إلى نصف البنس
ودعاءا راعشا إلى دعاء
حتى يجف النخاع في ظهوركم .
ولد الرجال ليصلوا
وينقدوا أيرلندا الرومانسية
تلك التي ماتت وارتحلت
فهي مع أورلي في القبر .

مع أنهم كانوا نمطا مختلفا
تلكم الأسماء التي أسكنت لعبكم الطفولي
فقد ارتحلوا حول العالم مثل ريح ..
وقد تسنى لهم وقت قصير ليصلوا
من أجل الذين نسج لهم حبل الشنق
وماذا يستطيعون أعاننا الله أن ينقذوا ؟..
إيرلندا الرومانسية ماتت وارتحلت
فهي مع أورلي في القبر .

أمن أجل هذا ينشر الإوز البري أجنحته الرمادية على كل مد
أمن أجل هذا هدر كل ذلك الدم
ومن أجل هذا مات إدوارد فيتز جراند
وبوبرت أيمت وولف ثون
وكل هذيان الشجعان؟.
أيرلندا الرومانسية ماتت وارتحلت
فهي مع أورلي في القبر .

وهل بعد نستطيع إعادة الزمان
ونستدعي أولئك الذين في المنافي
وهم في وحدتهم والهموم
إذن لعلعت صرخة منكم :
ذلك الشعر الأصفر لامرأة
هو الذي جن به ابن كل أم
لقد خف ثقل ما أعطوا
فدعوهم الآن في حالهم ..لقد ماتوا وارتحلوا
فهي مع أورلي في القبر .

*** الأسماء الواردة في القصيدة لقادة ومناضلين أيرلنديين قتلوا في انتفاضة 1916 الإيرلندية .

** تعريف لابد منه :

–ولد ويليام بتلر ييتس William Butler Yeats في العاصمة الأيرلندية دبلن بتاريخ 13 يونيو/حزيران عام 1865.
كان ويليام الابن الأكبر لكل من جون بتلر ييتس، وسوزان ماري بولسكفن. درس الأب جون مهنة المحاماة، وبعدما تلقى تدريبًا فيها قرر التخلي عن ممارستها، منصرفًا إلى دراسة الفن بعد ولادة ويليام.

قضى ويليام سنوات طفولته في لندن، حيث كان والده يدرس في كلية الفنون، ولكنه مع ذلك كان يزور أيرلندا كثيرًا.

في منتصف العقد الثامن من القرن التاسع عشر، صب ويليام جل اهتمامه على دراسة الفنون في مدرسة متروبوليتان للفنون في دبلن، بيد أنه لم يكمل دراسته، وهجر المدرسة بعدما نُشرت قصائده االأولى

عاد ييتس إلى لندن في أواخر الثمانينيات من القرن التاسع عشر، والتقى هناك بأبرز كتاب عصره أمثال أوسكار وايلد، وليونيل جونسون وجورج برنارد شو، وتعرّف أيضًا على المناضلة مود غون، التي اشتُهرت بمواقفها المؤيدة لاستقلال أيرلندا.

شكلت غون مصدر إلهام لييتس على مدار سنوات عديدة، وقد أعجب بها بشدة لدرجة أنه تقدم بعروض الزواج منها عدة مراـت، بيد أنها رفضتها جميعها. ومع ذلك، أهداها ييتس مسرحيته The Countess Kathleen التي نشرت عام 1892.

أسس ويليام ييتس بالتعاون مع إرنست ريس رابطة شعرية اسمها انضم إلى جمعية “نظام الفجر الذهبي “، التي كانت معنية بدراسة السحر والأمور الغامضة.

بالإضافة إلى تأليف الشعر، كرّس ييتس وقتًا كبيرًا لكتابة المسرحيات، وتعاون مع المؤلفة الأيرلندية ليدي جريجوري لتجهيز عدد من الأعمال كي يجري عرضها على خشبة المسرح الأيرلندي، وأسفر تعاونهما عن إنتاج مسرحية Cathleen Ni Houlihan عام 1902.

وفي ذات الفترة تقريبًا، شارك ييتس مع مؤلفين آخرين في تأسيس جمعية المسرح الوطني الأيرلندي، وشغل فيها منصب الرئيس والمدير المساعد إلى جانب جريجوري والكاتب المسرحي جون ميلينغتون سينج.

تابع ييتس مسيرته الأدبية الإبداعية، واتخذ قرارًا جريئًا بمحاولة التأليف عبر اتباع وسيلة الكتابة التلقائية.

قرر ويليام ييتس خوض غمار المجال السياسي، فغدا شخصية سياسية فيما عرف آنذاك بالدولة الأيرلندية الحرة . وتولى منصب عضو في مجلس الشيوخ لمدة ست سنواتال بدءًا من عام 1922.

وفي العام التالي، كان ييتس على موعد مع حدث تاريخي، إذ فاز بجائزة نوبل للآداب.

ووفقًا لما ورد في الموقع الرسمي لجائزة نوبل، جرى اختيار ييتس نظير “شعره الذي لطالما كان مصدرًا للإلهام، ومعبرًا بصور فنية راقية عن روح أمة بأكملها”.

توفي سنة 1939

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.