1–هناك شبح يخيم على أوربا … كارل ماركس
***********************************
والعائلات القديمة تغلق النوافذ ..
توصد الأبواب
والأب يهرع في الظلام إلى البنوك
ويتوقف نبضة في البورصة
ويحلم في الليل بالحرائق
بالمواشي تحترق
وبأنه سيجد اللهب بدل القمح
وبد الحبوب شرارات
صناديق
صناديق حديدية
مليئة بالشرر …
حيث تكون
أين تكون ؟
والفلاحون يجوسون دماءنا
ماهذا ؟
-فلنغلق
فلنغلق الحدود سريعا …
أنظروه يتقدم مع الريح الشرقية
ريح سهوب الجوع الحمراء
لاتدعو العمال يسمعون صوته
لاتسمحوا لصفيره بالدخول إلى المصانع
لاتدعوا رجال الحقول يلمحون منجله المشرع
أوقفوه !
لأنه يقفز البحار
يجتاز كل الجغرافيا
لأنه يختفي في أقبية سفن الشحن
ويتحدث إلى الوقادين
ويسحبهم ملوثين بالسناج إلى سطح المراكب
ويجعل الحقد والبؤس يتمردان
وطواقم السفن تنتفض
أغلقوا
أغلقوا السجون !
فصوته سيفجر الجدران
ماهذا ؟ .
***
أما نحن ..فنتبعه
ننزله عن الريح الشرقية التي تحمله
ونسأله عن السهوب الحمراء
عن السلام والقمح
نجلسه على مائدة الفلاح الفقير
ونقدمه ليتعرف إلى صاحب المصنع
ونجعله يقود الإضرابات والمظاهرات
ويتحدث إلى الجنود والبحارة
ويرى مكاتب صغار الموظفين
ويرفع قبضته ويصرخ في برلمانات الذهب والدم :
شبح يخيم على أوربا
على العالم
نحن نسميه رفيقا .
2–أغنية رقم 8
****************
جاءني السحاب اليوم
بخارطة إسبانيا طائرة في الهواء
ياله من ظل صغير على النهر
كبير فوق السهل …
دخلت ظلها
وأنا على صهوة الحصان
بحثت عن قريتي وبيتي
دخلت البهو الذي
كان يوما نافورة ومياها
خريرا لاينقطع
لكنه توقف
وعاد ليقدم لي مياها .
3–ليلية ..
***********
خذ
خذ مفتاح روما
في روما شارع
في الشارع بيت
في البيت حجرة
في الحجرة سرير
في السرير امرأة
امرأة عاشقة
تأخذ المفتاح
تغادر السرير
تغادر البيت
تصل إلى الشارع
في يدها سيف
تجري في الليل
تقتل كل من يمر
تعود إلى شارعها
تعود إلى بيتها
تصعد إلى غرفتها
تدخل سريرها
تخفي السيف
تبقى روما
بلا ناس تسير
بلاموتى .. بلا ليل
بلا مفتاح
ولا امرأة .
– ترجمة : طلعت شاهين .
***
ولد رافائيل البرتي في عائلة من أصل إيطالي كانت تحترف صناعة النبيذ في قادش. كان يعيش طفولته بشكل حر حتى تم قبوله في الكلية اليسوعية سان لويس غونزاغا، حيث تلقى تربية صارمة وتقليدية.
بدأ جو الانضباط يتعارض مع روح الشاب المتحررة، مما ضعف أدائه الأكاديمي ومن تم طرده في 1916 بسبب سوء السلوك. لم يتجاوز السنة الرابعة من المدرسة الثانوية.
في 1917 انتقل إلى مدريد مع عائلته. قرر متابعة مهنته كرسام وبرهن بأعماله عن قدرة كبيرة على التقاط الجمالية الطليعية. استطاع عرض أعماله في أتينيو دي مدريد. في 1920 توفي والده، كتب أمام جثته الممددة أبياته الأولى.
سنة 1925 حصل على جائزة الكتاب الوطنية عن “بحار في اليابسة” أصبح شخصية بارزة في الشعر الغنائي الأسباني.
صادق كل من بابلو نيرودا وغارسيا لوركا وانطونيو ماتشادو وغيرهم من الفنانين والتشكسيليين .
في 1936 اندلعت الحرب الأهلية. خلال هذه الفترة كان البرتي عضوا في تحالف المثقفين لمناهضة الفاشية. بالنسبة له، أصبح الشعر السلاح اللازم لهز الضمائر ووسيلة لتغيير العالم. اشترك البرتي مع الجمهوريين في الحرب الاهلية الأسبانية، وهرب إلى فرنسا بعد الحرب، ساعده صديقه التشيلي الشاعر بابلو نيرودا على الذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية فالأرجنتين حيث استقرّ
بعد وفاة الجنرال فرانثيسكو فرانكو عام 1975، وإصدار الملك خوان كارلوس عفوا عاما عن السياسيين عام 19777، فعاد البرتي إلى بلده، ثم انزوى في بلدته بويرتو دي سانتا ماريا الساحلية حيث توفي فيها عام 1999.[6]
كان يقول : لست الشيوعي السابق ولا الأخير .