****
1 -قصائد عن تباين الأدواق
——————————–
قال الحصان
وهو ينظر إلى البعير
ياله من حصان عملاق هجين !
أما البعير
فقد صرخ قائلا :
أأنت حصان ؟
أنت لست سوى بعير ..
بعير
ناقص التكوين .
***
رب السماء
ذو اللحية البيضاء
وحده
كان يعرف
أنهما
حيوانان
من جنسين مختلفين .
2- إننا شيوعيون ..
———————
إننا شيوعيون
بقدر ما لدينا
من جذور في الحاضر
وبقدر ما نتطلع
إلى ماوراء حافة الغد
ونجره إلى دربنا ..
…
…
أننا شيوعيون
بقدر ما نتمكن
من سماع طبقتنا
بقدر ما نجعل التشتت
يشرع في الغليان
في وحدة صادحة ..
…
…
إننا شيوعيون
بقدر ما نظفر بهدوء
نسمع الدوي المتصاعد
لعاصفة لاتتقهقر أبدا
…
…
إننا شيوعيون
بقدر إدراكنا المزايا
والمساويء
سنتراجع
وسنحرث الأرض
لننقض ثانية
وجها لوجه ..
** عثر على هذه القصيدة التي لم تنشر إبان الثمانينات للشاعر الكبير ماياكوفسكي ..والظاهر كتبت سنة 1923 وهي تضمين لخطاب لينين : ” سنتراجع ..وسنحرث الأرض ..لننقض ثانية وجها لوجه ..
***ولد فلاديمير فلادرميروفيتش ماياكوفسكي Vladimir Vladimirovich Mayakovsky في 19 تموز/يوليو 1893 في بلدة بغدادي- في ولاية كوتايسي في مملكة جورجيا القوقازية (دولة جورجيا حاليًا)، ولّ أوكرانيّةٍ.
تأثر ماياكوفسكي كثيرًا بالثقافات المختلفة مثل الروسية والقوقازية، حيث درس في مبنى الألعاب الرياضيّة في موسكو بين عامي 1906-1909، ثم انقطع عن الدراسة وانخرط في الحركة الثورية مع الحزب الشيوعيّ الروسيّ السريّ.
اعتُقلً ثلاث مرّاتٍ بسبب ارتباطه مع الحزب الشيوعيّ وأمضى أكثر من ستّة أشهرٍ في سجن باترسكايا Butyrskaya في موسكو، وكتب أوّل قصيدةٍ له عندما كان في السجن الإفرادي عام 1909.
انسحب ماياكوفسكي من الحزب الشيوعيّ بعد انتهاء فترة اعتقاله. .
كتب وأخرج ماياكوفسكي أول مسرحيةٍ تراجيديّةٍ له تحت عنوان “فلاديمير ماياكوفسكي” وعرضت للمرة الأولى في مسرح سان بطرسبورغ عام 1913. وفي ذلك الوقت التقى المرأة التي غيرت حياته للأبد ليليا بريك Lylia Brik في ليفاشوفو إحدى الضواحي الريفيّة في سان بطرسبورغ.
أصبحت ليليا ملهمته وواحدة من أكثر رفاقه الموثوقين
جلبت الحروب التي استمرت بين عامي 1914-1918 وهي الحرب العالمية الأولى، والثورة الروسية الثانية، والحرب الأهلية التي تبعتهما دمارًا هائلًا وفقرًا للبلاد بشكلٍ عام ولماياكوفسكي بشكلٍ خاص، حيث التحق بالخدمة العسكريّة من عام 1915 حتة أب/أغسطس 1917. بقي في سان بطرسبورغ بعد اندلاع الثورة الروسية عام 1917، حيث عمل كمحرّرٍ صحيفة المستقبليين ومجلّة اسكوستفو Iskusstvo.
انتقل في منتصف عام 1919 من سان بطرسبورغ إلى موسكو وتقاسم غرفةّ مشتركةً صغيرةً مع أصدقائه وليليا بريك، وعمل لفترة كمصمّمٍ وشاعرٍ لنشر الدعاية والإعلانات في وكالة التيليغراف الروسية ROSTA.
أسس ماياكوفسكي وبريك مجلّةً رائدةً يساريّةً اسمها LEF بالاشتراك مع ليف كوليشوف Lev Kuleshov ودزيغا فيرتوف Dziga Vertov وسيرجي يوتكيفيتش Sergei Yutkevich. عارضت المجلّة الفكر السوفييتيّ الرسميّ السائد، ولم يكتفي بهذا، بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فدعا إلى التخلص من التاريخ والثقافات التقليديّةِ مثل كتّاب القرن التاسع عشر مثل أليكساندر بوشكين Alexander Pushkin وليو تولستوي Leo Tolstoy، بالإضافة إلى الفن الكلاسيكيّ، كما انتقد طبقة الكادحين والعمال الكسالى والقاعدة الشعبية الضخمة الموالية للاتحاد السوفييتي.
ألّف ماياكوفسكي مسرحياتٍ هجائيّة مثل Klop و Banya وقام فسيفولود مييرهولد Vsevolod Meyerhold بإخراجهما، ولكن سرعان ما تمّ حظرهما ومنع عرضهما. شارك أيضًا في انبثاق مجال صناعة الأفلام السوفييتية-الروسية بصفته كاتبًا وممثلًا ومخرجًا سينمائيًا كما ساعد في كتابة النص السنيمائي لليليا بريك في فيلمها Evrei na zemle عام 1927.
سافر ماياكوفسكي خلال عام 1920 في أنحاء أوربا وأمريكا مراكمًا خبرةً كبيرةً، فزار معرض بابلو بيكاسو Pablo Picasso وفيرناند ليجي Fernand Léger في باريس، وفي أمريكا أقام علاقةً مع إيليزافيتا بيتروفنا Elisaveta Petrovna ذات الأصول الأمريكية-الروسية ليصبح أبًا للطفلة باتريشا تومبسون Patricia Tompson، كما أقام علاقةً مع ممثلة روسية مهاجرة.
أدرك أن معظم الكتّاب والشعراء الروس مثل أنستازيا تيسفيتيفا Anastasiya Tsvetaeva لا يستطيعون كسب المال في الغرب، لهذا عاد ماياكوفسكي إلى روسيا وحقق نجاحًا كبيرًا مكنه من اقتناء سيارةٍ من نوع رينو Renault واستأجر الرفيق غامازين Gamazin كسائقٍ لها، وقد كان مُخبِرًا سريًّا لوكالة الأمن السوفييتيّة.
بَزَغَ ماياكوفسكي في أواخر عام 1920 كشخصيّةٍ مشهورةٍ ومؤثرةٍ في السياسةِ والثقافةِ السوفييتيّة، فكان شاعرًا وفنانًا وممثلًا وكاتبًا ومخرجًا وخطيبًا عامًّا، ولطالما أثارت قدرته على شحن الجماهير بطاقةٍ هائلةٍ سخط المسؤولين السوفييت.
استخدم ماياكوفسكي ذكائه تقريبًا في جميع جوانب الحياة الثقافية والسياسية، وانتهى به المطاف ليصبح شخصيّةً أكبر وأعلى مما تتحمّله طبقة الموظفين السوفييتيين، كما أن استقلاله وعدم انتمائه للكنيسة وعدم انتمائه للماركسيين جعله تحت المراقبة الدائمة من قبل السلطات السوفييتيّة.
اعتبر المفكّرون أن ماياكوفسكي كسر جميع القواعد والتقاليد في مجال الأدب والفنّ والحياة الاجتماعيّةِ، وأنّه أضاف نمطًا جريءً وجديدًا كلّيًّا من الشعر. عُرف بأدائه الحادّ والانفعاليّ في خطاباته على الملأ.
-سينتحر ماياكوفسكي بطلقة مسدس سنة 1930 من الرابع عشر أبريل .