فنادق فاس .. فضاءات تراثية تزاوج في وظائفها الجديدة بين عبق التاريخ والمفهوم الجديد للتدبير

0 557

استعادت مجموعة من الفنادق التقليدية والعريقة بالمدينة القديمة لفاس رونقها وبهاءها بعد عمليات ترميم وتجديد واسعة خضعت لها هذه الفضاءات وتوجت بإحداث شارة (فنادق فاس) مع اعتماد مفهوم جديد لتدبيرها بهدف إدماجها في الحركية الاقتصادية والاجتماعية للمدينة العتيقة ككل.

وقد أنهت وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس عمليات ترميم وتجديد هذه الفنادق الأربعة وهي (الشماعين والسبيطريين والبركة والسطاونيين) التي يعود تاريخ بنائها إلى القرنين 13 و14 الميلادي، وتعد إحدى جواهر الفن المعماري العربي الإسلامي، وذلك في إطار مشروع “الصناعة التقليدية والمدينة بفاس”.

وحسب السيد فؤاد السرغيني مدير وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس، فإن هذه الفنادق الأربعة، التي تم الانتهاء من عمليات ترميمها وتجديدها، تشكل جزءا من حوالي 100 من الفنادق التقليدية المتواجدة بمختلف المناطق والمحاور الرئيسية للمدينة العتيقة خاصة ب (الطالعة الكبرى والطالعة الصغرى ورأس الشراطين والنجارين والصفاح) والتي تتميز بقربها من أبواب فاس، كباب بوجلود وباب عجيسة وباب الفتوح وقرب جامع القرويين.

وأوضح السيد السرغيني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه الفضاءات التي كانت في الماضي العريق لمدينة فاس تستغل كفنادق لزوار المدينة وكمخازن ومستودعات للسلع سيتم تأهيلها لتحتضن وظائف وأنشطة جديدة في مجال الصناعة التقليدية، وذلك من أجل تثمين دورها كفضاءات تاريخية، وكذا للاحتفاء بالخبرة والتجربة التي راكمها الصانع التقليدي الفاسي وتفرد منتوجه التقليدي الذي يشمل مختلف المجالات والذي لا يزال يحظى بالعناية والاهتمام من طرف الساكنة والشغوفين بالصناعة التقليدية.

وأضاف أن هذه الفضاءات التي تم ترميمها وتجديد هياكلها ومكوناتها ستحتضن كذلك مجموعة من الأنشطة كالمعارض والمطاعم وورشات للصناعة التقليدية من أجل الاستجابة لانتظارات الساكنة وزوار المدينة من جهة، ومن جهة اخرى من أجل إعطاء نفس جديد للحركية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي تعرفها المدينة العتيقة، وذلك في سياق يعبق بحمولة تاريخية وتراثية خاصة ومتفردة.

وأكد أن الأهداف، التي يسعى إلى تحقيقها المشرفون على تدبير هذا الملف الخاص بالفضاءات التاريخية والمعالم الحضارية التي خضعت لعمليات ترميم وتأهيل واسعة، تتمثل بالخصوص في جعلها تساهم في خلق مناصب الشغل وخلق الثروة وكمواقع لجذب واستقطاب السياح مع خلق أنشطة اقتصادية مدرة للدخل ستوجه مداخيلها لتمويل عمليات الصيانة والمحافظة على الموروث التاريخي والمعماري والثقافي للمدينة.

وحسب السيد السرغيني، فإن هذه المقاربة تستجيب لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس التي دعا من خلالها إلى اعتماد رؤية دينامية في التعامل مع هذه المآثر التاريخية تأخذ بعين الاعتبار إدماج الموروث المعماري الغني والمتنوع الذي تختزنه العاصمة العلمية والروحية للمملكة، ضمن مشاريع التنمية وجعله مكونا أساسيا ومحوريا في تفعيل الحركية الاقتصادية والاجتماعية وعدم الاكتفاء بتقديسه كموروث من الماضي.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.