يشكل فضاء الجمهور الناشئ، المنظم بمناسبة الدورة السادسة من الأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، مشتلا حقيقيا يزخر بأنشطة موجهة للأطفال حول مختلف مهن الصناعة التقليدية، في جو يجمع بين المتعة والإفادة.
ويمكن هذا الفضاء، المتواجد على بضع خطوات من مدخل المعرض، الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و12 سنة من اكتشاف الحرف التقليدية، وكذا آبائهم من القيام بجولة بين مختلف أروقة المعرض.
ويتوزع هذا الفضاء إلى منطقتين رئيسيتين، الأولى مخصصة للتنشيط، حيث يتم عرض كبسولات تربوية لفائدة الجمهور الناشئ وعروض بهلوانية، فيما يختص الثاني في مجال تعليم الحرف المتصلة بفن الخط والصباغة على الزجاج أو على الورق، بهدف تمكين الأطفال من التعبير عما يخالج نفوسهم.
وأكدت الطفلة فاطمة الزهراء أبوزيان، التي بلغ من العمر 8 سنوات، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنها قضت وقتا تربويا ممتعا في ورشة تعلم الخط العربي.
من جهته، أبرز الفنان التشكيلي والخطاط، محمد سعيد بنمشيش، جمالية الخط العربي، معربا عن الأسف لكون عدد من الأطفال لم يتعلموا هذا النوع من الخط، موضحا أن فن الخط يكتسي طابعا جماليا وبعدا رمزيا قويا.
وبعد أن أشار إلى أن تعلم هذا الخط يعد من السهولة بما كان، أبرز أن “هذا الفن يقتضي عملية تعليمية تدريجية لفائدة أطفال منتبهين وشغوفين بتعلمه”.
وعقب حصة التعلم، يحضر الأطفال عروضا سحرية حول خفة اليد أوحصص تعرض فيها أفلام تربوية أو أفلام تحكي قصة أبطالهم المفضلين.
وتسعى الدورة السادسة للأسبوع الوطني للصناعة التقليدية، التي تنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس من 12 إلى 26 يناير الجاري بساحة باب جديد بمراكش، إلى إرساء علامة تجارية للصناعة التقليدية المغربية وجعل هذه التظاهرة فضاء رئيسيا لالتقاء الصناع التقليديين الذين يرغبون في تثمين إبداعاتهم والاطلاع على الاتجاهات السائدة في المجال وإيجاد منافذ جديدة وتسويق المنتجات مع الحفاظ على مداخيل الصناع والرفع منها.
وأضحى هذا الموعد، المنظم بمبادرة من وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي بشراكة مع دار الصانع، يجمع كافة جهات المغرب للاحتفاء بالحرفيين الموهوبين الذين يستوحون أشكال وألوان أعمالهم من أعماق التقاليد والعادات التي تتميز بها كل جهة من جهات المملكة.
وتعد الصناعة التقليدية من بين القطاعات الاقتصادية والاجتماعية ذات الأهمية البالغة للاقتصاد الوطني، والتي تمكن من خلق قيمة مضافة وفرص عمل تشمل مليونا و130 ألف مشتغل بالقطاع، برقم معاملات يتجاوز 73 مليار درهم سنويا.
وتتميز دورة هذه السنة بتبني مفهوم جديد يقوم على توزيع موضوعاتي جديد لعشر حرف تقليدية، ودعوة ألف و200 عارض من صناع تقليديين وتعاونيات ومقاولات تنتمي إلى الجهات ال12 للمملكة، إلى فضاء عرض تبلغ مساحته 50 ألف متر مربع.
ويتضمن برنامج دورة هذه السنة ورشات تكوينية مخصصة للصناع التقليديين حول التسويق وتقنيات البيع وإجراءات الجمارك المتعلقة بالتصدير والتربية المالية بشراكة مع بنك المغرب.
وتعرف الدورة إقامة جناح مخصص للحفاظ على الحرف المهددة بالانقراض وتمديد مدة العرض من أسبوع إلى أسبوعين ومشاركة عدد من البلدان الصديقة كضيوف شرف، وهي تونس وموريتانيا والشيلي وإندونيسيا والهند.