.بيان مراكش /مولاي المصطفى لحضى
ما تزال ذكرى اعتقال المناضلين الأمازيغ في فاتح ماي من سنة 1994 حدثا تستحضره الفعاليات الحقوقية الأمازيغية في مختلف المحافل الوطنية و الدولية ، لِما شكلته تلك الحقبة من انعطاف تاريخي، ساهم في إقرار اللغة الأمازيغية في الإعلام الرسمي، و فرضها في التعليم العمومي و الخصوصي، و ترسيمها إلى جانب اللغة العربية في الدستور.
كلميمة التي أنجبت مناضلين في مختلف المشارب و التوجهات الإديولوجية و السياسية، كانت فيما قبل مسرحا لأحداث ضخمة في مستهل السبعينيات و بداية الثمانينات ، وبعدها قضية اعتقال نخبة من الأساتذة النشطاء في جمعية تيليلي، التي تعنى بالتعريف بالقضية الأمازيغية و الحقوق اللغوية للشعب المغربي، فكانت ضريبة المناضلين من اليسار ، و من الحركة الثقافية الامازيغية أحكام جائرة حينها ، وتبددت تلك الأحكام والمتابعات في مرحلة طي صفحة الماضي و جبر الضرر الفردي والجماعي لبعض المناضلين ضحايا التعذيب والاختفاء القسري و الأحكام الجائرة، و يستحضر الضمير الجمعي في كلميمة و الجنوب الشرقي عامة تضحيات هؤلاء الرجال بمداد من الفخر والاعتزاز ، و هم يتوقون إلى الزمن الجميل ، زمن النقابات العمالية والأحزاب السياسية والهيئات الفكرية التي عرفناها في العالم عموما وفي بلادنا خصوصا على مدى القرن الماضي. و تتأسف النخب حاليا مما آلت إليه الأوضاع حيث صار واضحا أن زمن النضال في النقابات و الاحزاب قد مضى وانقضى، و أن تركيبة العالم الجديدة الشاذة المعقدة (المافيوية) تجاوزتها و تخطتها تماما ، و أن ما تبقى منها ليس سوى مجرد لافتات و عناوين لا فعالية لها و لا قيمة، وأن العالم في مأزقه الاستثنائي اليوم يعاني الفراغ والشلل النقابي و السياسي و الفكري و يحتاج إلى نهوض بدائل مقتدرة حاسمة في مستوى المستجدات و التحديات الدولية، و في مستوى المستقبل العالمي المنشود ، وهو ما لم يحدث بعد ، لكنه سوف يحدث ويتحقق إن عاجلا أو آجلا.