✍🏼 بقلم: [ذ.هشام الدكاني]
وسط زحمة البرامج التلفزيونية التي تسعى لجذب المشاهدين بكل وسيلة ممكنة ، يبرز «النجم الشعبي» كواحد من تلك الإنتاجات التي تُظهر عمق الهوة بين ما نحتاجه فعلا وما يقدّم لنا!
برنامج يحاول أن يبهج الناس ، لكنه في واقع الأمر ، يُسهم في تعزيز ثقافة اللهو والتفاهة على حساب ما هو أهم وأسمى: «العلم ، العمل ، والتقوى…».
الشعب بين «النجم» وضياع البوصلة ،(النجم الشعبي) ليس مجرد برنامج ترفيهي ، بل هو ٱنعكاس لمشكلة أكبر!!
كيف أصبح اللهو يقدم للشعب كطريق للهرب من واقعهم ، بدل أن يكون هناك تركيز على حلول حقيقية لمشاكلهم؟
في وقت نحن في أمس الحاجة فيه إلى تنمية العقول وصقلها بالعلم والمعرفة.. نجد أن مثل هذه البرامج ترسخ في الأذهان أن الطريق إلى النجاح هو عبر الطرب والرقص ، وليس عبر الجد والإجتهاد!!!.
لقد أكرمنا الله سبحانه وتعالى بأول كلمة في القرآن الكريم: {اقرأ} ، إنها دعوة واضحة من الخالق العظيم للعلم والمعرفة ، لأن الأمم لا تبنى بالغناء والرقص والطرب والمجون.. بل بالعقول المتنورة والأيادي العاملة والقلوب الطاهرة.
يقول الله عزوجل في سورة المجادلة:
{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات}.
فهل رأينا في يوم من الأيام أن الله رفع من يغني ويرقص ، أم رفع من يتعلم وينفع الناس؟
إن الواقع الذي يفرضه (النجم الشعبي) وأمثاله هو واقع مغلوط ، حيث يتم تهميش القيم الدينية والأخلاقية التي تربي الإنسان على الإستقامة والجد والمثابرة.
بدلا من أن نرى برامج تعليمية تشجع الشباب على ٱكتشاف العلوم والابتكار ، نجد شاشة التلفاز مليئة بالهرج والمرج والبذائة…
– فكيف يمكن لبرنامج كهذا أن يخرج أجيالا واعية تعرف قيمة الوقت والعمل؟
– هل ستبنى المستشفيات والمصانع والمدارس بالرقص والأغاني؟
– هل سنتقدم أمام الأمم ونحن نضيع ساعات ثمينة من حياتنا في متابعة مسابقات الغناء والرقص؟
إذا أردنا تغيير هذا الواقع المؤلم ، فعلينا أن نعود إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فالإسلام دعانا إلى العمل والإجتهاد ، ونهانا عن اللهو المفرط الذي يُضيع العمر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم: «نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ» (رواه البخاري).
الشباب المغربي وغيرهم من الشباب في العالم الإسلامي ، بحاجة إلى برامج تعلمهم كيف يزرعون..
كيف يبتكرون..
وكيف يطورون أنفسهم..
نحن بحاجة إلى قنوات تذكدرهم بالصلاة والعبادة ، وبأهمية الوقت في تحقيق النجاح الحقيقي الذي يرضي الله وينفع الأمة.
رسالة إلى كل الأجيال..
إلى كل شاب وشابة ، لا تغتروا بالأضواء الزائفة ، النجاح الحقيقي ليس في الوقوف على خشبة مسرح والرقص والتمايل.. بل في السجود لله ، وفي الإجتهاد لتحصيل العلم وكذا العمل لرفع راية الأمة.
إذا أردنا أن نغير واقعنا المؤلم ، فعلينا أن نبدأ من أنفسنا ، وأن نوجه ٱهتمامنا لما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا.
فلنترك هذا (الضياع الشعبي) وأشباهه ، ولنتمسك بكتاب الله ، فهو النجم الذي لا يغيب.. والنور الذي لا ينطفئ.
يتبع…