ساقتني الأقدار كرجل تعليم متقاعد صباح يوم امس الأربعاء 30 يونيو 2021 الجاري لتسلم وثيقتين من مركز الأرشيف بمدرسة الأزهر بحسان بمدينة الرباط ، وكنت شاهد عيان حول وضعية نساء ورجال التعليم التي لا يحسدون عليها وهم (ن) ينتظرون دورهم من أجل تسلم وثائق لتكملة او تجديد ملف التعويض عن سنوات التكوين.
رؤوس مواطنات ومواطنين تلحفها شمس الصيف جاءوا إلى الرباط من جميع بقاع الوطن ليتسلموا وثائق من أرشيفهم فرضتها وزارة التربية الوطنية من أجل تجديد او تكملة ملف التعويض عن أيام التكوين، العشرات يتكدسون امام شبابيك باب حديدي لمدرسة الأزهر بشارع صفرو بحسان بالرباط في زمن كورونا.
اساتذة وأستاذات ورجال تربية من مفتشين وأطر تربوية وغيرهم جاؤوا كلهم حتى المسنة والمسن، وقد قطعوا مئات الكيلومترات جرهم القدر إلى باب مؤسسة يقف وراء شبابيك بابها مسؤول نسي دوره الحقيقي الذي يختزل في توفير المعلومة والبحث عن وثيقة بالأرشيف، حج من أجلها امرأة ورجل تعليم، جاؤوا من مدينة قد تبعد بمئات الكيلومترات ليصطدموا باللامبالاة وسوء الاستقبال والسخرية والازدراء من طرف المسؤول.
قد تقف أمام الشبابيك الحديدية لباب المؤسسة لساعات والمسؤول عن مركز الأرشيف خلفها يطل من بوابة إحدى الحجرات البعيدة، دون ان يقدم أية خدمة تذكر، مفوضا امره لعون عيناه توحي بعدم قدرته على تحدي اوامر رئيسه، ونساء ورجال التربية والتعليم واقفون ينتظرون دورا قد يأتي أو لا يأتي، بضع ملفات تخرج من جحرها بالقطرات وقد بللت معظم وثائقها الفئران، وويل لمن احتج على سلوك هذا المسؤول فهو سوف يسمع كلاما بذيئا لم يسمعه طوال السنوات التي قضاها في عمله.
تقف ساعات لتتسلم وثيقة أو وثيقتين سريتين تحملها إلى قبو تجاري لنسخ الوثائق يعينه المسؤول على بعد عشرات الأمتار من مركز الأرشيف بمدرسة الأزهر بشارع صفرو حسان بالرباط في تحد فاضح لسرية الإدارة، ليعود نساء ورجال التعليم من محل النسخ إلى مركز الأرشيف من اجل تثبيت خاتم وتوقيع المسؤول، وتسلم البطاقة الوطنية المحتجزة مقابل إرجاع الوثائق الأصلية، وهم في حيرة من أمرهم حول تصرفات مسؤول إداري فرضته الظروف ليتمكنوا من استلام نسخ من وثائق سرية أهميتها تكمن في تجديد أو تكملة ملف تحمله إلى الموارد البشرية بمدينة العرفان ودونها ستكون مجبرا للعودة إلى مدينتك على بعد مئات الكيلومترات خاوي الوفاض.
لكن ما يثلج الصدر هو استقبال موظف مسن لنساء ورجال التعليم بإدارة الموارد البشرية بمدينة العرفان ببشاشة وترحاب قد ينسيك تصرفات لا مسؤولة بمركز الأرشيف بمدرسة الأزهر بحسان، يرشدك الموظف إلى قاعة مكيفة تنتظر بها دورك الذي لن يستغرق إلا دقائق يستقبلك فيها موظفون وموظفات بكل أريحية، تجعلك تبحث عن مكمن المشكل، لتتأكد بالملموس أن سلوك مسؤول مركز الأرشيف الذي يستأسد على رجال ونساء التعليم، لم تكن إلا تصرفا منعزلا ربما سببه حب الظهور والانتقام وفرض تواجد لا تربوي لن يفيد وزارة التربية الوطنية في شيء، سوى تدمر نساء ورجال التعليم الذين عانوا متاعب السفر ربما جاءوا من أقصى نقطة من وطننا الحبيب وقادهم القدر لينالوا قسطا من العقاب وسوء المعاملة.
فهل سيصغي وزير التربية الوطنية لنبض رجال ونساء التعليم ليضرب بيد من حديد على هذا المسؤول عن مركز الأرشيف بمدرسة الأزهر الذي يستفز كل من حاول الاحتجاج على سلوك غير منتظر في الوقت الذي تسعى فيه الوزارة ترشيد مواردها البشرية وتسهيل الحصول على المعلومة، والحفاظ على سرية الوثائق؟
هل سيفكر وزير التربية الوطنية في طريقة ناجعة لتسلم الوثائق التربوية جهويا عبر رقمنتها في زمن المعلوميات اقتداء بوزارات أخرى، دون تحمل عناء السفر ودون تدخل مسؤول يعطي الانطباع أن شيئا لا يستقيم بوزارة التربية الوطنية ومسؤولوها دورهم عقاب امرأة ورجل التعليم؟
في انتظار ذلك افتحوا شبابيك الباب الحديدي للمدرسة العمومية الأزهر واتركوا نساء ورجال التعليم يجلسون بكراسي داخلها دون تلقينهم دروسا في سوء المعاملة ودورات من العقاب، شمس تلحف رؤوسهم ومسؤول يستأسد وراء شبابيك الباب الحديدي في ازدراء واحتقار فاضحين يجعل امرأة ورجل التعليم يلعنون حظهم الذي جعلهم يصطدمون بتصرفات مسؤول في زمن تقريب الإدارة من المواطن والحق في الحصول على المعلومة، وفي سياق تحسين استقبال المرتفقين بالإدارات العمومية المغربية الذي يعد احد الأولويات الرئيسية للحكومة الهادفة الى استعادة علاقة الثقة بين الإدارة والمواطنين، تطبيقا لمضمون المادة 156 من دستور المملكة التي تنص على: ” تتلقى المرافق العمومية ملاحظات مرتفقيها، واقتراحاتهم وتظلماتهم، وتؤمن تتبعها.”
المقال السابق
قد يعجبك ايضا