عروض في الرقص المعاصر للفنان تينو سيغال بساحة جامع الفنا للتفاعل مع روادها

0 510

يحتضن المقر السابق لبنك المغرب بساحة جامع الفنا بمراكش، ابتداء من اليوم الجمعة وإلى غاية 5 يونيو المقبل، عروضا في الرقص المعاصر للفنان تينو سيغال، بهدف التفاعل مع ساكنة المدينة وزوارها وعلى الأخص منشطي “الحلقة” بهذه الساحة التاريخية.

وقد انطلقت عروض هذا الفنان وفرقته المكونة من تسعة عناصر بأداء مجموعة من الرقصات، على إيقاعات غنائية وموسيقية تؤديها عناصر المجموعة بأصواتها فقط، للتعبير عن الانسجام القائم بين الروح والجسد وأيضا بين مكونات هذه المجموعة، وذلك تحت أنظار جمهور متحمس للتعرف على هذا الفن المعاصر من بينهم عدد من منشطي ساحة جامع الفنا، الذين تحلقوا حول هذه الفرقة لمتابعة عروضها بشغف وفضول كبيرين.

وأوضحت السيدة منى مكوار المشرفة على هذه التظاهرة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه التظاهرة تروم خلق تبادل وتفاعل بين هذه الفرقة والفنانين المتواجدين بهذه الساحة المصنفة من طرف منظمة اليونسكو ضمن التراث الشفوي الإنساني.

وأشارت إلى أن عناصر فرقة تينو سيغال سيحاولون، على مدى شهر، التواصل والتحاور من أجل خلق رقصات متتالية مصحوبة بأغاني وأنغام موسيقية مؤداة بأصوات الفنانين، مضيفة أن الفنان تينو سيغال سيعمل على الالتقاء بمنشطي الحلقة بساحة جامع الفنا من بينهم عيساوة وكناوة والبهلوانيين من أجل التعريف بمشروعه الفني والعمل على خلق تفاعل بين الطرفين، الهدف منه التقاسم والتبادل.

وقالت إن مشروع تينو سيغال يعتمد على العرض الحي للرقص والغناء، حيث يعمل على نقل هذا العرض إلى هذا الفضاء، والتوصل إلى إرساء تبادل فني وثقافي.

وسيعرض الفنان تينو سيغال، خلال هذه التظاهرة، رقصات مؤداة من طرف فرقته تعبر عن تطابق عمله الإبداعي مع التقاليد الأصيلة، بالنظر إلى كون ساحة جامع الفنا تدعو الفنانين إلى بناء أشكال فنية بصفة متناغمة وتلقائية وارتقاء دائم.

وانطلاقا من منطق أن الموسيقيين والمطربين والراقصين والرواة والبهلوانيين، وغيرهم يعرضون أعمالهم الفنية يوميا من غروب الشمس إلى ساعة متأخرة من الليل، ويمزجون خلالها ما بين الحركة والكلام والصوت مع حركة الجسد في نظام متناسق يهدف إلى شد انتباه العموم الذي يصطف بدوره في شكل حلقة للتفرج والاستمتاع في آن واحد استلهاما من فن وأصول الحلقة، فإن المشروع الفني للفنان تينو سيغال يدعو الجمهور الى أن يعيش أحاسيس أشد قربا من نبض هذه الساحة النابعة من فن له جذور تاريخية عريقة، ويقترح خلالها تجربة فنية هي الأولى من نوعها في المغرب ليتقاسم مع الجمهور لحظات فنية في تناغم وتكامل عفوي، وقضاء وقت مشترك ما بين المقر السابق لبنك المغرب وساحة جامع الفنا التي يغلب عليها الطابع الفني وتبادل الثقافات وجمالية العرض.

تجدر الإشارة إلى أن تينو سيغال الذي ولد بلندن عام 1976 ، درس فن الرقص وعلوم الاقتصاد السياسي، ومن إبداعاته ابتكار أحداث يكون فيها الإنسان مصدرا للتعايش الإيجابي والطاقة الخلاقة. ويرتكز إبداع هذا الفنان على وقائع وظروف تستدعي التجاوب مع الزائر معتمدا في ذلك على لبنات شتى كالصوت والكلام والحركة والتجانس.

الجدير بالذكر أن إبداعات هذا الفنان تحفظ بعناية كبيرة من طرف أشهر مدخري الإبداعات الفنية في العالم مثل مركز بامبيدو بباريس وتات بلندن وموما بنيويورك. وقد توج هذا المسار بإحرازه جائزة الليث الذهبي في المهرجان الخامس والخمسين للبندقية عام 2013 ، كما خصه متحف ستدليجك بأمستردام في 2015 بعرض مهم على مدار السنة والذي حمل اسم “سنة في ستدليجك” .

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.