بقلم : هشام الدكاني
الضمير الحي والحاضر هو الذي يجعل السياسي يؤمن تمام الإيمان بأنه ليس فوق المساءلة ، وأن شخصيته العامة قابلة للنقد والإنتقاد وما إلى ذلك…
الضمير الحي هو الذي يجعله يؤمن بأن الإختلاف حق مقدس ، ولا يوجد من هو غير قابل للمساءلة ، ولا توجد قضية غير قابلة للنقاش.
الضمير السليم يجعل السياسي يدرك تمام الإدراك أن المنصب مهما ٱرتفع في المرتبة لا يعطيه حصانة من النقد ولا يجعله عابرا للحساب الشعبي أو السياسي أو القانوني ، لأن السياسة هي عمل غير متطهر بطبيعته وتكوينه وممارساته ، بل وصل البعض إلى حد وصف السياسة على أنها أكبر من يقود صاحبها إلى الفساد.
على سبيل الذكر ، مايعيشه الشعب المغربي اليوم من غلاء فاحش في المعيشة ، وأسعار ملتهبة ومهولة تزيد يوما بعد يوم…والسبب معلوم وليس بمجهول ، أو كما قال بعض منعدمي الضمائر من الساسة على أن ذلك راجع للحروب الغربية والأحوال الجوية ووو…كلها أعذار واهية وحجج صبيانية لاترقى لمستوى العقول الراقية ، بل كلها شماعات من أجل تعليق إخفاقاتهم الشنيعة في ظل أكبر كذبة وعملية نصب تمت على المغاربة لفائدة شركة:
” ماكانزي Makansy ” الأمريكية!!!
عن طريق مشروع:
” المخطط الأخضر ” ، وهذا موضوع آخر سأخوض فيه من بعد…
إذا ، هل كل هؤلاء لديهم ضمير حي أم ميت ، أم أنهم لم يتوفروا عليه من قبل؟
لكن الأرجح ، أن كل من أراد خوض المعترك السياسي بهذه البلاد والإغتناء على حسابه وحساب أبنائه ، من شروط قبوله ” عدم توفره على ضمير سواء حي أو ميت ” حتى لايترجى منه بعد أية ردة فعل لصالح الوطن والمواطنين!!!
هؤلاء على ٱستعداد تام أن يفعلوا أي شيء وكل شيء لسبب بسيط ، هم أناس لا تتوفر على” خط أحمر “.
وكل من لا خط أحمر لديه في التعامل مع أبناء وطنه ، تجده يستبيح المال العام والمصالح والأعراض والحقوق والواجبات ووو…إلخ.
الذي لا ضمير له ، يحول بلاده من أقصاها إلى أدناهها ، ليجعلها متنفسا كبيرا لتفريغ مكبوتاته الدفينة بكل أنواعها…
الذي ألغى ضميره يلغي الدستور والقانون والمبادئ والأعراف ، ويعتبر المواطنين قطيعا من الأغنام يحركهم بعصا السياسة السحرية كيفما يشاء ومتى ما يشاء.
ويبقى المسرح والساسة ، وجهان لعملية واحدة.