أكدت صحيفة (أخبار الخليج) البحرينية، اليوم الثلاثاء، أن الموقف الشجاع والمعلن للمغرب تجاه تقرير الخارجية الأمريكية بشأن حقوق الإنسان، “يستحق أن يكون موقفا موحدا للعديد من الدول العربية مع مثل هذه التقارير التي تصدرها أمريكا للضغط على الدول لتحقيق مصالح أخرى عديدة لها”. وأشارت الصحيفة إلى أن الرد المغربي على التقرير الأمريكي جاء مفصلا لدرجة أن السفارة الأمريكية بالرباط قدمت اعتذارا رسميا للمغرب، إزاء بعض المغالطات التي وردت في التقرير، حيث أشارت إلى أن إدراج اسم أحد المسؤولين الرسميين في التقرير يعتبر “خطأ لم يكن مقصودا”.
وقال الكاتب الصحفي، محميد المحميد، في مقال بعنوان “درس مغربي مع التقرير الأمريكي”، إن “المغرب أدرك جيدا أن ثمة تحركات من حلفاء غربيين ضد مصالحه القومية، خاصة بعد تصريح بان كي مون عن الصحراء المغربية، في ظل ممارسة أمريكية يدركها الجميع للإبقاء على ملف الصحراء من دون تسوية، كي يظل سيفا مسلطا على رقبة المغرب”.
وأضاف أن وسائل إعلامية أشارت إلى أن الرد المغربي “الحاد” على تقرير الخارجية الأمريكية “ليس سوى حلقة من الاستياء المغربي من السياسة الأمريكية”، بعد حديث صاحب الجلالة الملك محمد السادس في القمة الخليجية- المغربية مؤخرا بالرياض، عن مؤامرات تحاك ضد المغرب (..).
وأردف أن “واشنطن تريد معاقبة حلفائها (المغرب وغيره) على التوجه نحو توطيد علاقاتهم مع دول وقوى أخرى، وتضغط عليهم بشكل مباشر عبر تصريحات وتقارير رسمية، أو بيانات وتقارير لمنظمات حقوقية تدعي الاستقلالية ولكنها في الأصل تابعة للسياسة والإدارة الأمريكية”. وأعربت الصحيفة البحرينية عن الثقة بأن الموقف المغربي سيسهم في “تشجيع الدول على اتخاذ مواقف شبيهة به أو حتى أكثر، كي تعرف الإدارة الأمريكية أن هذا الأسلوب أصبح بضاعة مرفوضة ولعبة مكشوفة ووسيلة تهديد وابتزاز غير مقبولة”. وخلصت الصحيفة إلى التأكيد بأن “هذا درس مغربي مع التقرير الأمريكي يستوجب أن يتم تفعيله وتعميمه بين الدول العربية والخليجية، وإعلان الدعم والتأييد للموقف المغربي خاصة بعد القمة الخليجية- المغربية”، معتبرة أن “الموقف المغربي تجاه التقرير الأمريكي هو أول محطة لتفعيل نتائج القمة المشتركة”.