جريدة بيان مراكش /مولاي المصطفى لحضى
تعرف جهة درعا تافيلالت حركية دؤوبة في أقاليمها الخمس – ميدلت، الرشيدية،تنغير،ورزازات،و زاݣورة – الممتدة على مساحة جغرافية واسعة، و ذات التنوع البيئي و الجغرافي و الثروة السياحية و المعدنية و الفلاحية و الموارد البشرية ذات الكفاءة المهنية في مختلف المجالات . هذه الثروات الطبيعية و المعدنية و السياحية و غيرها لم تنعكس على أرض الواقع في مدن و قرى و مداشر الجهة، حيث تبقى جهة مقصية من السكة الحديدية و من الطرق السيارة السريعة و من البرامج الاستثمارية القاعدية التي قد تستوعب بدا عاملة من شأنها امتصاص الاعداد الكبيرة من المعطلين .
طيبوبة ساكنة الجهة استغلها بعض السياسيين الذين اتخذوا من الشعارات الدينية وسيلة لسرقة اصوات الناخبين لولايات لم يقدموا خلالها شيئا للجهة غير تغيير اوضاعهم الاجتماعية و استقرارهم في العاصمة الإدارية و تنكرهم لاصوات الناخبين.
لقد أساءت بعض الوجوه السياسية للوطن و ساهمت في نفور المواطنين من المشاركة السياسية، و اعتبرت استثمار بعض الاحزاب في الخطاب الديني خطيئة لا تغتفر، فمن كان يتغنى بالدفاع عن الارامل و الفقراء و الطبقة المتوسطة هو نفسه من أثقل كاهلها بالضرائب و مراسيم قوانين لا شعبية، و عرفت مرحلة تدبير الشأن العام في ولايتي الحزب الاسلامي تراجعا خطيرا لمنظومة حقوق الانسان بعدما انهت الدولة ملف سنوات الجمر و الرصاص و طُويت صفحة الماضي من خلال جلسات الانصاف و المصالحة في الأقاليم التي عرفت انتهاكات صارخة لحقوق الانسان ، فعادت المحاكمات و متابعة الصحافيين و الاعلاميين و التضييق على الحريات و لنا في المشهد الاعلامي اسماء وراء القضبان !
اليوم و نحن في سنة 2021 نطمح من جديد إلى طي صفحة تسويق الاوهام للشعب المغربي, و المتاجرة بمآسيه من خلال الشعارات الرنانة التي تجعل من المواطن البسيط راكضا وراء السراب ، و لن نطوي الصفحة الا بالعمل المشترك نحو مأسسة فكر ديمقراطي حداثي يضمن العيش الكريم للمواطن وفق برامج و مشروع مجتمعي عقلاني, لا مجال فيه للغة العواطف و التنويم المغناطيسي, بوعود زائفة و انتظار العوض في جنات الخلد كما يروج لذلك تجار الدين الذين شهدت الوقائع على زيف ادعاءاتهم في فنادق باريس و في تعدد الزوجات و الاستمتاع بملذات الدنيا و تغيير السيارات و قد شهد شاهد من أهلها حين صرح كبيرهم بنكيران بان ” لمخير فيكم كانت عندو ميرسيدس ديال الطاكسيات و لا موتور و پيكالا “!
و في سياق ردود الافعال المشروعة، هبت حركات شباب التغيير في عموم الجهة الى عقد لقاءات تواصلية و التكتل و الاتصال بهيئات سياسية للاطلاع على برامجها و مدى جاهزيتها لرد الاعتبار لجهة درعا تافيلالت، و يعتبر شباب واحة غريس المنضوي في اطارات جمعوية مدنية و حقوقية أحد أهم روافد التغيير التي تستبشر بها الساكنة خيرا في المستقبل، و يبحث الشباب من خلال لقاءات مكثفة عن حزب قد يستجيب لتطلعات المنطقة و يلبي مطالبها العادلة خاصة بعد فشل البرلمانيين مبررين ذلك بدورهم التشريعي فحسب، و إلقاء الكرة في ملعب المستشارين الجماعيين و اعضاء مجلس الجهة و الأقاليم!
و حيث أن المشاورات و اللقاءات مع حزب الكتاب أسفرت عن تمثيل واحة غريس في انتخابات اعضاء مجلس جهة درعا تافيلالت، فإن شباب التغيير في مدينة كلميمة الكبرى التف حول حزب التقدم والاشتراكية لإيمانه بقوة و موضوعية مطالب واحة غريس .
و يرى الشاب أمامي محمد الانضمام إلى صفوف حزب التقدم والاشتراكية فرصة لتصحيح المسار في مدينة كلميمة و جهة درعا تافيلالت و فك الجمود الذي جثم على صدور المواطنين لمدة ست سنوات دون تحقيق أي مشروع ضخم او متوسط في مدن الجهة . و يضيف الناشط الحقوقي لحسن كجي أن الجهة في أمس الحاجة إلى رجال وطنيين أكفاء و ضرورة محاسبة من تعاقب على مواقع المسؤولية ايمانا بتنزيل قوانين دستور 2011 و متابعة ناهبي و مبددي المال العام و ربط المسؤولية بالمحاسبة .أما زايد لغزيل فيرى أن الأمور وصلت درجة من الاحتقان و وجب التفكير في إيجاد بدائل و حلول جذرية للتغيير ، في حين أكد الحقوقي مولاي مبارك معتضد عن استعداده للعمل في صفوف حزب لم تتلطخ اياديه بالمال العام ، و ختم الاستاذ عثمان بوشيخي بحسن اختيار الشباب لحزب الكتاب مرجعا للعمل بعدما بات اليأس يتسرب إلى النفوس .